Sharḥ Fuṣūl Abūqurāṭ
شرح فصول أبقراط
Genres
[commentary]
قال عبد اللطيف: قوله: "أخف المياه" يريد أخف على المعدة وفي الهضم وأسرع استحالة فكما (149) أن فضيلة الطعام سرعة استحالته، كذلك أيضا فضيلة الماء سرعة انحداره ونفوذه وسرعة استحالته، ولا يريد الحقة التي PageVW1P067B تكون في الميزان، فإن بعض المياه يكون خفيفا وليس بسريع النفوذ والاستحالة، ثم أن اختبار (150) ذلك بالميزان أيسر PageVW2P093B وأهون من اعتباره باستحالته PageVW3P089A إلى الحرارة والبرودة. ويمكن أن يختبر ذلك بطرق (151) عدة لكنه اقتصر على ألطفها وأغمضها (152) وأشبهها بالعلم الطبيعي وهي أن يكون الماء يسخن سريعا ويبرد سريعا فإنه يدل على سرعة استحالته إلى الكيفيات وأنه أقرب إلى المحوضة (153) وأبعد عن (154) الشوائب الغريبة، فإن الماء الغليظ الذي معه أجزاء أرضية وغريبة لا ينفعل (155) سريعا إلى البرودة (156) والحرارة ولا تؤثر فيه الملاقيات بسرعة (157)، فإن قيل لم لم يقتصر على استحالة واحدة فيقول: الذي يسخن سريعا ويكتفي به أو يقول (158): الذي يبرد سريعا ويكتفي به. فنقول: إن بعض المياه الرديئة يخالطها أجزاء كبريتية أو نحاسية أو بورقية، فيسخن سريعا ولكن يبرد (159) بطيئا. وكذلك بعض المياه يكون غليظا بمخالطة أجزاء أرضية ونباتية لعابية (160) فينفعل لإحدى الكيفيتين أسرع من (161) انفعاله عن الأخرى بحسب ما يخالطه لا بحسب طبيعته. فأما الماء الذي ينفعل عن الكيفيتين جميعا بالسواء فيدل ذلك على محوضته (162). ومما يختبر به الماء، هل هو خفيف إلا أن يكون كدرا PageVW0P078B ولا عكرا ولا غليظا ولا متغير اللون ولا الطعم. وأصدق الأدلة كلها حال شاربه، فإن نفذ عن معدته سريعا فهو خفيف، وإلا فهو ثقيل. فإن قيل: هلا ذكر هذه العلامة وهي أصدق العلامات، قلنا: غرضنا أن نختبر الماء قبل شربه، هل هو صالح للشرب أم لا؟ فإن امتحناه بالشارب وقع المحذور الذي نخافه ولم يكن يمتحنه له بل به.
[فصل رقم 220]
[aphorism]
قال أبقراط: من دعته شهوته إلى الشرب بالليل، وكان عطشه شديدا، فإنه إن نام (163) بعد ذلك، فذلك محمود.
[commentary]
قال عبد اللطيف: هذا الفصل فيه اختصار كثير جدا فإن قوله: "فإنه إن نام بعد ذلك فذلك محمود" يريد فإن النوم يهضم الفضل الذي كان عطشه منه، فإذا (164) يريد العطش الكائن عن كثرة شرب الشراب، أو عن بلغم PageVW2P094A مجتمع على المعدة وفي مسالك الغذاء، أو عن (165) ثقل الطعام على المعدة، لا العطش الكائن عن نقصان الرطوبة والتهاب الحرارة؛ فإن مصابرة هذا العطش والنوم (166) بعده ليس بمحمود. ثم أنه لم يذكر هل PageVW3P089B يؤذن له في الشرب أم لا (167). وينبغي أن تعلم أن العطش الكائن عن الامتلاء الأولى (168) أن يصابر ولا يؤذن لصاحبه في الشرب (169)، وأن يؤمر بالنوم فإن النوم محمود لأنه يهضم ذلك الفضل، لكنه بنى الأمر على الغالب لأن الغالب من أحوال الناس أن يحصل لهم التملي من الطعام والشراب عند الليل والإيواء إلى (170) النوم، فبنى الأمر على الغالب، وأن من المعلوم الظاهر أن من اعتراه العطش PageVW1P068A في الليل فإنما هو بعد أخذ الكفاية من الشراب، فيكون عن (171) امتلاء، فدواؤه (172) النوم لأنه يهضمه، فهذه سياقة حسنة في فهم هذا الفصل، وإن شئت فهمته على وجه آخر وهو: إن من اشتد عطشه في الليل، فإن كان ذلك عن نقصان الرطوبة، وشرب ثم نام ولم يعد يقلق (173)، فذلك محمود لأنه يدل على نقصان اللهيب واعتدال المزاج. وإن كان عطشه عن الامتلاء ولم يشرب ولكن نام، فذلك محمود لأنه يدل على هضم الفضل المعطش واعتدال المزاج؛ فلما كان النوم محمودا في الوجهين اقتصر عليه. وإن شئت فهمت الفصل على وجه آخر وهو: أن من اشتد عطشه وكان عن امتلاء، فإن شرب ونام ولم يقلق، فذلك محمود لأنه يدل على استيلاء الطبيعة على الفضل وهضمها للامتلاء، وإن لم يشرب ونام فذلك محمود PageVW0P079A لأن الطبيعة أولى أن تقوى على هضم الامتلاء إذا لم يرد عليه ولم يدخل عليه داخل. فإن كان عطشه عن نقصان الرطوبة وغلبة الحرارة ثم شرب ونام، فذلك محمود لأنه يدل على حصول الكفاية والاعتدال للطبيعة؛ فإن لم يشرب ونام PageVW2P094B ولم يقلق دل على أن الطبيعة اكتفت بما عندها واستغنت برطوبات فضلية في البدن أذابتها وعدلت بها المزاج، وأن الحرارة الغريبة ونقصان الرطوبة لم يكونا مفرطين.
[فصل رقم 221]
[aphorism]
قال أبقراط: التكميد بالأفاويه (174) يجلب الدم الذي يجيء من النساء، وقد كان ينتفع به في مواضع أخر كثيرة، لولا أنه يحدث في الرأس ثقلا.
Unknown page