Sharh Asma Husna
شرح الأسماء الحسنى
فيسمى صاحبه عارفا ونهاية العرفان مقام حق اليقين والفناء المحض ومثال المراتب العلم والمعرفة بالنار كان يصدق بعض الناس بالنار بان يسمع ان النار شئ يجعل كل شئ يصل إليه شبيها به وكل ما يماسه يحيله إلى نفسه وكلما يؤخذ منه لا يتطرق فيه نقصان وله على ما يجاوره اشراق ولمعان هيئته من الاشكال الصنوبرية وخليفة في الإنارة للأنوار العلوية وذلك الشئ اسمه النار وهذا بحذاء ايمان المقلدين الذين يتبعون أكابر الدين بلا برهان يقودهم إلى علم اليقين وان اشتبه على كثير منهم الغش والثمين وسموا الظن والتخمين باليقين وربما نرى كثيرا ممن اقتفى اثر أصحاب الظن ولا حجة قاطعة بيده يقول ايقاني في المطلب الفلاني بمثابة لو قال قائل بنقيضه لأقتلنه أو لأحرقنه واخوانه إذا سمعوا ذلك يمدونه في الغى فيبسطون من اشتداد ايقانه وينشطون من استحكام ايمانه وكلهم استسنموا ذوي ورم ونفخوا من غير ضرم ألم يكن مخالفو هم أشد نكرا عليهم منهم ألم يكن النبي الأمي صلى الله عليه وآله ولا سيما في أول امره حيث كان حب دين موسى أو عيسى أو الصنم في قلب اليهود أو النصارى أو عبدة الأصنام راسخا إذا امرهم بشئ لم يألفوا أو نهى هم عن نسكهم تأنفوا واستوعروا واستنكفوا حتى سلوا السيوف من الأغماد وأوقدوا نيران الكيد في الأكباد يكادوا يميزوا من الغيظ وتعلق بأفئدتهم حميا حمية احمى من نهار القيظ ولعلكم لم تتلوا قوله تعالى حكاية عن قوم شعيب أصلاتك تأمرك ان نترك ما يعبد اباؤنا وغير ذلك من الآيات والبينات حتى تزنوا بالقسطاس المستقيم ايمانكم مع ايقانهم وانى كما قال مولاي الصادق (ع) لوددت ان اضرب رؤوسكم بالسياط حتى تتفقهوا في الدين وتستنبطوا أصول عقايد كم بالحجج والبراهين كما قال تعالى قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين وكان يصدق به بعض انحر برؤية الدخان فيحكم بان هناك موجودا هذا اثره وهذا بمثابة أهل النظر المستدلين عليه تعالى بالدلائل الآنية والوا المراتب الأخر كمن يصل إليه حرارة النار أو منافع النار أو يشاهد نور النار وبه يشاهد الأشياء الأخرى أو يعاين حرم النار أو يقرب إليه شيئا فشيئا ويجاوره حتى يصل إليه فيتلاشى ويفنى بالكلية يا راحم المساكين المسكين كالفقير فيما تقدم وقال صلى الله عليه وآله اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين وفى الفقيه ان الفقراء هم أهل الزمانة أي أهل الآفة والابتلاء والمساكين أهل الحاجة من غير زمانة ويفهم منه ان الفقير أسوأ حالا من المسكين وأيد بقوله تعالى واما السفينة فكانت لمساكين ولكن روى الكليني في الصحيح ان الفقير الذي لا يسئل والمسكين الذي هو اجهد منه الذي يسئل وفى الصحيح عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله (ع)
Page 72