Sharh Asma Husna
شرح الأسماء الحسنى
وعلى كل دمغة اثار يا موسع أي معطى السعة لمن يشاء سبحانك الخ يا صانع كل مصنوع لا كصانع يكون محتاجا إلى غيره كمادة صنعه والآلات الصناعية وغير هما بل كصانع يكون مادة صنعه والاته من نفسه بوجه بعيد فغيره تعالى معد لصنع المصنوعات ولا صانع بالحقيقة للكل الا هو يا خالق كل مخلوق أي معطى كما لهم الأول يا رازق كل مرزوق أي معطى كما لهم الثاني يا مالك كل مملوك لان له تعالى ذات كل شئ والكل فايضة من لدنه وبيده ملكوت كل شئ يا كاشف كل مكروب من الكشف بمعنى رفع شئ عما يواريه ويغطيه ففيه استعارة والكرب الحزن يأخذ بالنفس وقد كربه الغم فأكرب فهو مكروب وكريب ثم إنه من باب حذف المضاف أي كرب كل مكروب يا فارج كل مهموم أي همه ويحتمل في الموضعين عدم الحذف بان يكون المراد نفس الوصف العنواني أي المكروب من حيث هو مكروب والمهموم من حيث هو مهموم ولا سيما ان عند أرباب المعقول قد تقرر انه لا يعتبر الذات في المشتق يا راحم كل مرحوم المراد بكل مرحوم المهيات المرحومة بالرحمة الواسعة التي هي فيض الوجود يا ناصر كل مخذول خذله وعنه خذلا وخذلانا ترك نصرته أي ناصر كل من ترك الخلق نصرته يا ساتر كل معيوب حتى النقايص الامكانية بأستار مغفرته ورحمته الوجوبية يا ملجأ كل مطرود للخلق سبحانك الخ يا عدتي عند شدتي العدة ما أعددته لحوادث الدهر من المال والسلاح وإذا كان الداعي في مقام الانس ويرى ان المدعو جل ذكره ارحم من الأب الرحيم وأشفق من الام الشفيق يناديه بإضافته إلى نفسه متلذذا متشرفا مفتخرا بها يا رجائي عند مصيبتي يا مؤنسي عند وحشتي للانس مراتب في البدايات الانس بالطاعات وفى الغايات الانس بالتجليات الأسمائية في المرتبة الواحدية والانس بنور جال الذات المشرق من وراء حجب الصفات يا صاحبي عند غربتي للغربة مراتب كالذهاب عن المألوف والاغتراب عن العادات والانقطاع عن مطاع الدنيا والانفراد بالعزلة والخلوة مع الحق عن الخلق وايثار المحبوب بالهجرة إليه عشقا والاعراض عما سواه بالتجافي عنه بعضا ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله إلى أن ينتهى إلى الاغتراب على الخليقة للانمحاق برسمه في الحقيقة فليس وراء عباد ان قرية فعند ذلك يصاحب الحق هذا الغريب من مات غريبا فقد مات شهيدا أي مشاهدا للحق يا وليي عند نعمتي الولي هنا بمعنى الصاحب
Page 65