250

الذي تنساق تدبيراته إلى غاياتها على سنن السداد من غير إشارة مشير وتسديد مسدد أقول وعلى هذا فيكون هذا فيكون هذا أيضا من باب الوصف بحال المتعلق وقال في القاموس والرشيد في صفات الله تعالى الهادي إلى سواء الصراط وقال بعض اخر من أهل اللغة الرشيد في أسماء الله تعالى هو الذي ارشد الخلق إلى مصالحهم أي هديهم ودلهم عليها فعيل بمعنى مفعل أقول فيمكن كون المكين بمعنى الممكن من باب فعيل بمعنى مفعل يا حميد يا مجيد يا شديد أي شديد عقابه ونكاله وفاقا للعرف واللغة أو شديد النور بل الوجود لقبول الوجود التشكيك بالشدة والضعف ووجوده فوق ما لا يتناهى بما لا يتناهى عدة ومدة وشدة تبعا للبرهان يا شهيد أي الحاضر على كل شئ سبحانك الخ يا ذا العرش المجيد يا ذا القول السديد يا ذا الفعل الرشيد يا ذا البطش الشديد يا ذا الوعد والوعيد يا من هو الولي الحميد يا من هو فعال لما يريد يا من هو قريب غير بعيد يا من هو على كل شئ شهيد يا من ليس بظلام للعبيد سبحانك الخ الفعل الرشيد من قبيل الكتاب الحكيم وأمثاله اسناد مجازى ومعنى ليس بظلام للعبيد انه ليس بظالم لهم في عقابه وليس العقاب من باب التشفي بل هم الظالمون لأنفسهم بارتكابهم المعاصي كما أشار إليه تعالى في مواضع كثيرة من كتابه الكريم كقوله جزاء بما كنتم تعملون وبما كنتم تكسبون وبما كسبت أيديكم وقوله (ع) انما هي أعمالكم ترد إليكم وغير ذلك كما أشرنا إليه سابقا ثم إن في صيغة المبالغة اشكالا مشهورا وأجوبة مشهورة منها ان المشتق بمعنى المنتسب ومنها انه لو كان ظالما العياذ بالله لكان كثير الظلم لان له كمال القدرة والسلطنة بلا مانع عن حكمه ودافع لمشيته فعبر بصيغة المبالغة ايماء إلى هذا يا من لا شريك له ولا وزير يا من لا شبيه له ولا نظير قد تقرر في العلوم الحقيقية ان الاتحاد في الجنس مجانسة وفى النوع مماثلة وفى الكيف مشابهة وفى الكم مساواة وفى الوضع مطابقة وفى الإضافة مناسبة والحق المتعال ليس انه لا شريك له في الوجوب فقط بل لا شريك له في حقيقة الوجود إذ لا موجود في نفسه لنفسه بنفسه الا هو ولا مجانس له إذ لا جنس له ولا مماثل ونظير له إذ لا نوع له ولا شبيه له إذ لا كيف له ولا مساوى له إذ لا كم له ولا مطابق له إذ لا وضع له

Page 250