233

Sharh Anfas Ruhaniyya

Genres

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية "وجدي أن أغيب عن الوجود" أي عن وجود نفسي وذاتي "لأجل ما يبدو لي من شهود الحق تعالى" آي من مشاهدته ويحتمل آن قال: "وجدي" آي بسبب آن ااغيب عن الموجود وهو الحق تعالى بسبب ما يبدو لي من شهود نفسي معي ومزاحمتها لي وهذا المعنى الثاني إنما يكون لمن يكون مشاهدة الحق تعالى أكثر من مشاهدته نفسه ويكون في عموم أحواله حاضرا عنده غائبا عن نفسه فافهم(1.

(1) ومن فوائد الإمام الجنيد في الوجد: قال الجنيد قدس الله سره: الوجد هو الأصل في المصادقة.

وذكر عن الجنيد قدس الله سره أنه قال: كما أظن أن الوجد هو المصادفة بقوله : ( ووجدوا ما عملوا حاضرا) [الكهف:49]: يعنى صادفوا، وقال: تصادفوا، وقال: { حقل اذا جآءهد لؤ تجده شعا) [النور:39]: يعني لم يصادفه.

عن الجنيد قدس الله سره أنه كان يقول: إذا قوي الوجد يكون أتم من يستاثر العلم.

قد حكي عن الجنيد أنه قال: لا يضر نقصان الوجد مع فضل العلم، وإنما يضر فضل الوجد مع نقصان العلم ذكر عن الجنيد أنه قال: لا يضر نقصان الوجدمع فضل العلم، وفضل العلم أتم من فضل الوجد.

ذكر عن الجنيد قدس الله سره أنه قال: الحملان في الوجد بعد الغلبة أتم من حال الغلبة في الوجه، والغلبة في الوجد اتم من المحمول قبل الغلبة، فقيل له: كيف نزلت هذا التنزيل؟ فقال: المحمول عن حال غلبته بالحمل بعد القهر أتم، والمغلوب بعد حملاته عن نفسه وشاهده أتم دخل الشبلي على الجنيد متواجدا، فقال: إن كنت ترى تفسك في حضرة الله فهذا سوء أدب، وان كنت خارجها فماذا حصلت حتى تتواجد؟ فقال: التوية يا إمام.

قال الجنيد قدس الله سره: كنت أسمع السري يقول: يبلغ العبد إلى حد من المواجيد في الأذكار القوية أو من الحب لو ضرب وجهه بالسيف لم يشعر به، وكان في قلبي منه شيء حتى بان لي أن الأمر كذلك.

انشدوا للجنيد: الوحد يطرب من في الوحد راحته والوحد عند حضور الحق مفقوذ قد كان يطربنى وجدي فأشغلني عن رؤية الوحد ما في الوحد موجود

Page 233