============================================================
شرح الأنفاس الروحانية قال أبو علي الروذباري: "أدنى التنفس الذي يكون بالفقر، والفاقة، والاضطرار، ولا غاية لأعلاه".
هذه إشارة إلى ما قاله الإمام جعفر الصادق : "إذا تنفس المتنفس يالذلة والافتقار يحرق كل حجاب" هذا للمبتدئ، فأما الواصل المشاهد المشتاق إلى ما هو فوق ذلك ولا غاية لمقامات هذا الفوق وليس من مقام إلأ فوقه مقام آخر، ثم الأنقاس الرحمانية أمور وراء ذلك تفهم إن شاء الله وحده.
قوله: "بالاضطرار" يدل على أن التنفس قد يكون بالاختيار أيضا، وهو دون ذلك التنفس الذي هو بالاضطرار.
قال ابن عطاء: "امن كان أول مدخله بالهمة قيبلغ إلى الله تعالى، ومن كان أول مدخله بالخطرة فيبلغ ولا يجد الوصلة إلا ما يشاء، ومن كان أول مدخله بالإرادة فييلغ إلى الآخرة، ومن كان أول مدخله المنية فيبلغ إلى الدنيا" .
انما عني بالمدخل الشروع في مسالك الصوفية، وإنما عني بالهحمة ما يسميه المشايخ سرا، وكنا تحن سميناه رقيبا وهو الذي له وجهان يحتمل أنه أراد به الخفى؛ لأنه جعل المدخل الثاني الذي هو أوفي من الأول خطرة، ولا خطرة إلا من أعمال السر الذي هو دون الخفي على ما يأق من بعد فدل على أن المدخل الأول بالهمة السر، وسمى الخفي همة.
قوله: لافيبلغ إلى الله تعالى" صحيح، لأن الهمة والخفي من أعلى أرواح العبد الحاملة له إلى الله تعالى، وأسرع إفضاته إلى الخفى، و لأته من الجاثز بل
Page 135