السماط فجلس عليه على العادة، فتقدم إليه جماعة منا بأيديهم السيوف وضربوه على أصابعه
فقطعوها، فقام وهرب ودخل البرج الخشبي، وأغلق عليه بابه، فأطلقنا النار على البرج، فخرج منه
وألقى نفسه في البحر وصار يسبح فيه والنشاب يأخذه من كل ناحية وهو يقول: «خذوا ملككم ودعوني
أرجع إلى حصن كيفا»، فلم يغثه أحد. وما زال على ذلك حتى قتل، فكأنه مات حريقا غريقا
قتيلا، فأخرجناه من البحر وتركناه على الصعيد وسيبقى كذلك حتى لا يعرف له قبر.» •••
كان ركن الدين يقص خبر مقتل طوران شاه، وشجرة الدر مصغية لا تبدي حراكا، لكن الاهتمام
باد في عينيها، فلما فرغ من كلامه قالت: «مات طوران شاه! رحمه الله، إنه أخطأ في تصرفه ولم
يحسن سياسة الملك الذي أعطيناه إياه. وكل من لا يسوس الملك يخلعه!» ثم نظرت إلى ركن الدين
وقالت: «وهل عندك خبر آخر غير هذا؟»
قال: «عندي خبر سيتلوه عليك مولاي الأمير عز الدين أيبك في صباح الغد.»
Unknown page