1
وورود الأنباء بحركته إلى مصر.
وكأنما خيل إلى المماليك في مصر أنهم يستطيعون أن يسترضوا الأيوبيين في مصر والشام، لو أنهم جعلوا على العرش أميرا من بني أيوب إلى جانب أيبك.
وكان منهم إلى ذلك جماعة ينفسون على أيبك ما بلغ من المكانة
2
ويأنفون من رياسته، فكأنما بدا لهم أن يجعلوا له شريكا في الملك؛ لينتقصوا مظهره الملوكي ويكسروا شموخه وكبرياءه.
فأقاموا صبيا يتيما من بيت المالك الكامل، باسم الملك الأشرف موسى،
3
وقرنوا اسمه إلى اسم الملك المعز، فكانت المراسيم تصدر وعليها اسم الملكين، وكان خطباء المساجد يدعون على المنابر للمعز والأشرف معا، على حين لم يكن لواحد منهما على الحقيقة أمر ولا نهي؛ إذ كانت السلطات كلها في يد شخص ثالث يحسن التدبير والسياسة؛ هو شجرة الدر.
ولم يتحقق للمماليك ما أرادوا بتولية الملك الأشرف؛ فلا الأيوبيون ثابوا إلى الهدوء والطاعة، ولا الملك المعز خفف من شموخه؛ فإن الموكب الملكي ليشق شوارع القاهرة لا يكاد الناس يرون إلا الملك المعز قد حجب بجسامته وامتداد فرعه الملك الصبي.
Unknown page