Selections from the Authentic Sunnah
المنتخب من صحيح السنة النبوية
Genres
وعلم الحديث النبوي الشريف من أشرف العلوم الشرعية، بل هو أشرفها على الإطلاق بعد العلم بكتاب الله تعالى الذي هو أصل الدين ومنبع الطريق المستقيم؛ لذا نجد المحدثين قد أفنوا أعمارهم في تتبع طرق الحديث ونقدها ودراستها، حتى بالغوا في ذلك أيما مبالغة في التفتيش والنقد والتمحيص عن اختلاف الروايات وطرقها وعللها، فأمسى علم معرفة علل الحديث رأس هذا العلم وميدانه الذي تظهر فيه مهارات المحدثين، ومقدرتهم على النقد.
ثم إن لعلم الحديث ارتباطًا وثيقًا بالفقه الإسلامي، إذ إنا نجد جزءًا كبيرًا من الفقه هو في الأصل ثمرة للحديث، فعلى هذا فإن الحديث أحد المراجع الرئيسة للفقه الإسلامي
فوجب على طالب العلم الشرعي أن يكثر من حفظ أحاديث السنة النبوية ليتعلم أدلة الفقه، وليسير على هدي النبي ﷺ في الأقوال والأعمال؛ لذا نطمح من إخواننا الطلبة الاهتمام غاية الاهتمام بحفظ السنة النبوية والبحث عن صحيحها وضعيفها، والله الموفق.
د. ماهر ياسين الفحل
رئيس قسم الحديث
كلية العلوم الإسلامية / جامعة الأنبار
(١) - عن عائِشةَ ﵂، قَالَتْ: قَالَ النبي ﷺ: «لا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ،
وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ (٢) فانْفِرُوا» .
وَمَعناهُ: لا هِجْرَةَ مِنْ مَكّةَ لأَنَّهَا صَارَتْ دَارَ إسلاَمٍ.
_________
(١) ١ - أخرجه: البخاري ٥/٧٢ (٣٩٠٠)، ومسلم ٦/٢٨ (١٨٦٤) .
(٢) الاستنفار: الاستنجاد والاستنصار: أي إذا طلب منكم النصرة فأجيبوا وانفروا خارجين إلى الإعانة. النهاية ٥/٩٥.
1 / 2