Sayf Muhannad
al-Sayf al-muhannad fi sirat al-Malik al-Muʾayyad
Genres
فلما سمع سليمان عليه السلام بذلك بكي بكاء شديدا ، ثم قال لها : فما بلع مقدار عسكرك ؟ فقالت نحن أضعف خلق الله تعالى فمن أين لنا القوة حتى يكون عسكرا ، فقال سليمان عليه السلام : لأبد من عرض عسكرك على ، فقالت : إذن نعم ، فأمرت لصنف من النمل - وهى النملة الصفراء الصغار جدا - فخرجت من شقوق الأرض وامتدت ، فأقام سليمان عليه السلام هناك سبعين يوما وهى تخرج ولا تنقطع ، فقال لها : أفلا تنقطع هذه ؟ فقالت : يانبى الله والذى بعثك بالحق نبيا لو أقمت هنا إلى يوم القيامة لأينقطع هذا الصنف .
وعندى تسعة وستون صنفا غير هذا الصنف ، فقال سليمان عليه السلام : سبحانك ربى ماأعظم شأنك ، وما أقوى سلطانك ، فعند ذلك أمر الريح أن ترفع البساط فرفعت وكذلك سمى يحيى عليه السلام بهذا الاسم لأنه حيى به رحم أمه ، وقيل لأنه كان حيا بالطاعة وكذلك سمى عيسي عليه السلام بهذا الاسم لأنه من العيس وهو البياض ، وقيل من العوس وهو السياسه ، وسمى مسيحا لأنه كان يمسح فى الأرض ، وقيل لأنه ولد ممسوحا بالدهن ، ويقال المسيح القائل ، سمى به لأنه كان يقتل الدجال ، وسمى الدجال مسيحا لأنه ممسوح أى مقتول ، والمسح القتل ، قال الله تعالى « قطفق مسحا بالسوق والأعناق
وهو بالسريانية مسيحا ، وسميت أمه مريم لأنها كانت عابدة ومعى المريم عبادة في لغتهم ، وقيل لأنها مرت فى الطاعة مرور الحوت فى اليم وكذلك سمى نبينا محمدا - صلى الله عليه وسلم - وأحمد ومحمودا ، فاسمه فى الأرض محمد ، وفى السماء أحمد ، وتحت الثرى محمود ، والمعى إذا حمدت أحدا فأنت محمد ، وإذا حمدنى أحد فأنت أحمد ، وأنت محمود في السموات والأرضين وكذلك اسم مولانا السلطانت خلد الله ملكه- يدل على أن ذاته معظم موقر مشرف ، فالشين تدل على شرفه ، والياء تدل على يمنه ويسر أمره ، والخاء تدل على خيره في أفعاله وأقواله ، ومن جملة دلالة الخاء فى آخر اسمه أنه آخر السلاطين : الترك على مارمز به بعض أصحاب الرموز ، فيكون به صلاح الدنيا ويختل بعده نظام العالم ومن جملة غرائب هذا الاسم أنه لم يسم به أحد من سلاطين الترك وغيرهم فى دولة الإسلام ، وقد انفرد بهذا الاسم مولانا السلطان خلد الله ملكه ، والسر فيه إشارة إلى أنه شيخ السلاطين الذين تولوا الديار المصرية ، والدليل على ذلك أنه فاق عليهم من وجوه كثيرة ، وفيه من الخصال
ما لأيوجد في غيره ، ولا يعرف إلا من تتبع تواريخهم في سيرهم ، وقد تتبعت ذلك فوجدت صدقه فى أمور ، منها ،: أنه تولى السلطنة بيسر وسهولة من غير سل سيف ، وسفك دم ، بخلاف غيره من السلاطين الترك كما نبينه عن قريب ، وقد وجدنا با لاستقراء أن كل من تولى بهذه الصفة تكون أيامه صالحة ، وتكون الرعية فى دولته آمنة ، وتطيعه العباد والبلاد ، والقريب والبعيد ، والدليل على ذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم الما توفى ، وانتقل إلى دار الكرامة ، وقع الاختلاف في نصب الإمام حتى أن بعض الأنصار قالوا ، ينبغى أن يكون أمير من الأنصار ، وأمير من المهاجرين ، ووقع كلام كثير حتى بين لهم الصديق رضى الله عنه أن الخلافة لاتكون إلا في قريش فرجعوا إليه وأجمعوا عليه .
وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الأنصار . منا أمير ومنكم أمير ، فأتاهم عمر فقال : يأامعشر الأنصار الشتم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أبا بكر أن يوم الناس ، فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر فقالت الأنصار .
نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر . رواه النسائي وأحمد : ثم اشتد الحال ، وارتذت أحياء كثيرة من العرب ، ونجم النفاق بالمدينة ، وانحاز إلى مسيلمة الكذاب - لعنه الله- بنو حنيفة وخلق كثير باليمامة ، والتفت على طليحة الأسدى بنو أسد
وطىء وبشر كثير أيضا ، وادعى النبوة ، وضاق الحال حتى جعل الصديق - رضى الله عنه - على أبواب المدينة حرسا يبيتون بالجيوش حولها إلى أن كشف الله هذه الغمة عن الأمة ولما توفى أبو بكر- رضى الله عنه - ليلة الثلائاء لثمان بقين من جمادى الأخرة سنة ثلاث عشرة بين المغرب والعشاء ، بويع عمر بن الخطاب رضى الله عنه بالخلافة بعهد الصديق إليه ، فسمعوا له وأطاعوا ، ولم يتخلف عن بيعته لاصغير ولا كبير ، فانقطع في أيامه الشقاق والنفاق ، وانحسم الباطل ، وقوى الحق ، وقام السلطان ، وظهر أمر الله تعالى ، وفتحت فى أيامه الفتوحات ، بلاد مصر ، والشام ، وحلب ، والجزيرة ، وبلاد فارس ، وتسترا والأهواز وما سبذان ، وقرقيسيا ، وتكريت ، والموصل ، وخلوان .
والمدائن - التى هي كرسى كسرى والشوس ، وجندى
سابور، ونهاوند ، وأشبهان ، وكرمان ، والدينور ، وقم ، وقاشان ، والرى ، وقومس ، وجرجان ، وطبرستان ، وباب الأبواب، وجبال اللان ، وتفليس ، وموقان ، وبلاد خراسان ، وهراة ، ومرو الشاجان ، ومرو الرود ، وجور
ودار أبجرد ، ويجستان ، ومكران ، وغزوة الترك ، وغزوة الأكراد ، ومن بلاد المغرب : برهه ، وزويلة وكانت الدنيا آمنة عامرة بأهلها ، إلى أن قتل عمر رضى الله عنه وهو قائم يصلى فى المحراب صلاة الصبح من يوم] الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثلات وعشرين ، ضربه أبو لولوة المجوسى الأصل ، الرومى الدار ، بخنجر ذات طرفين ، فضربه ثلات ضربات ، وقيل ست ضربات إحداهن تحت الصفاق ، ومات بعد ثلات ، ودفن يوم الأحد مستهل المحرم سنة أربع وعشرين ثم وقع الاتقاق والإجماع على عثمان بن عفان رضى الله عنه ، ومشى الحال في أيامه ، وفتحت الفتوحات ، وغزوا في أيامه أفريقية والأندلس، وفتحت قبرص على يد معاوية بن أبى سيفان ، وفي أيامه [هلك ] ملك الفرس يزدجرد آخر ملوكهم ، وانفرضت دولة الأكاسرة ، وفى
Unknown page