نحن الملوك فلا حي يفاخرنا ... فينا الملوك وفينا السادة الرفع (12) حتى فرغ منها , فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لثابت بن قيس بن شماس الأنصاري: قم فاخطبهم , فقام ثابت وقال: الحمد لله الذي له السموات والأرض خلقة قضى فيها أمره , ووسع كل شيء علمه , فلم يكن شيء قط إلا من فضله , ثم كان من قدره أن جعلنا ملوكا [56ظ] وأصطفى لنا من خير خلقه رسولا , أكرمنا أبا , وأحسننا رأيا , وأصدقنا حديثا , وأنزل عليه كتابه , وائتمنه على خلقه , وكان خيرة الله من عباده , ثم دعانا إلى الإيمان , فآمن به المهاجرون من ذوي رحمه ,أصبح الناس وجوها , وأفضل الناس فعلا , فكنا أول من أجاب واستجاب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنحن أنصار الله ووزراء رسوله , نقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله , فمن آمن بالله ورسوله منع ماله ودمه , ومن كفر بالله ورسوله جاهدناه بالله , وكان قتله علينا يسيرا.
أقول قولي هذا واستغفر الله للمؤمنين والمؤمنات إن الله كان غفورا رحيما , ثم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل إلى حسان بن ثابت , فقيل: قد جاء وفد بني تميم بخطيب وشاعر ,وقد دعاك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لذلك حتى تجيب شاعرهم , فقال حسان: أقبلت نحو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا لا أدري ما يقول شاعرهم , وأنا مهييء أبياتا قبل أن أقبل إليهم ماشيا نحو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأقول (1): [من الطويل]
منعنا رسول الله إذ حل وسطنا ... على أنف راض من معد وراغم
منعناه لما حل وسط بيوتنا ... بأسيافنا من كل باغ وظالم
فلما انتهى قال شاعرهم ما قال , فأجابه حسان بقصيدة يقول: [57و] في بعضها في مدح الصحابة - رضي الله عنهم (2): [من البسيط]
قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم ... أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا
Page 201