326

Safwat Casr

صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

Genres

وهاك نصه حرفيا مأخوذا من كتاب تاريخ الأمة القبطية تأليف المرحوم يوسف بك منقريوس ناظر مدرسة الأقباط الأكليريكية سابقا:

من منليك ملك ملوك الحبشة

إلى غبطة السيد الأب الأنبا كيرلس بطريرك الإسكندرية ومصر والنوبة والحبشة، وما يليها الجالس على كرسي القديس مرقس الإنجيلي والمبشر بكلمة الله وعمود الدين والإيمان الثابت الأركان والكنز الذي لا تطاول إليه أيدي المعتدين، والنور المتألق في سماء الدين الذي سار في الرهبانية مع رسوخ القدم في الإيمان سير المهتدين، ألا وهو عبد ورسول يسوع المسيح، دامت علينا رياسته، آمين.

أما بعد أيها السيد الجليل والحبر العظيم، فإني أنا منليك الثاني القائم بأمر الله ملكا على ملوك الحبشة، أجثوا تحت مواطئ قدميكم مستمدا بركتك التي عمت جميع الناس على اختلاف الأجيال والأجناس، ثم أحيط علم قداستكم أنني بنعمة السيد المسيح رب الجنود، وشفاعة والدته الدائمة البتولية والطاهرة مريم العذراء، رافل في حلل السلامة والهناء، ثم أبدي بأن قدس الأب المعظم الأنبا متاؤس الذي قام بأعباء وظيفته في بلاد الحبشة خير قيام، عاكفا بصلواته المقدسة على خدمة الأمة حسب المرام عرض على سدتي الملوكية، بأنه قد استغرق مدة مديدة من الزمان وهو بعيد عن الأهل والأوطان، وبناء على ذلك التمس منا أن نأذن له في الرحيل إلى وادي النيل، رجاء أن يمتع الناظر بمشاهدة غبطتكم وسائر الآباء وأفراد أبناء الأمة في وطنه المحبوب، وصرحنا له بذلك ولا سيما لزيارة بيت المقدس، الذي هو مطمع الأنظار والقلوب، وكان من العوائد الجارية أن من رسم مطرانا على بلاد الحبش لا يسوغ له أن ينتقل لأي سبب كان من مركز وظيفته إلى سواء البلدان، غير أني وضعت قانونا جديدا مراعاة لأحكام علائق الوداد، وعملا بما جاء في الكتاب المقدس مما لا يخرج عن هذا المراد، وإجابة لطلب أبينا الأنبا متاؤس صرحنا له بالسفر ليعرب لقدسكم عما في صميم الفؤاد من مكانة الحب الذي لو تجسم لملأ ألف واد، هذا وأرجو من قداستكم أن تمدونا وسائر الأمة بالصلوات والدعوات في كل وقت من الأوقات، حتى يثبتنا الله على الصراط المستقيم، وتعم البركة كل باد منا ومقيم، ومتى عاد الأنبا متاؤس إلينا بالسلامة تزودونه بصلات صلواتكم، لنكون ملحوظين بعين العناية ومحفوفين إلى ما شاء الله بكمال الرعاية.

تحريرا في 25 هتور سنة 1618 «كتب بمدينة أديس أبابا»

ترجمة سمو الرأي تفري ولي عهد المملكة الحبشية

لمناسبة زيارته للبلاد المصرية

زار مصر في صيف عام 1924 حضرة صاحب السمو الرأس تفري ولي عهد الإمبراطورية الحبشية، وكان معه رءوس الحبشة وحاشية كبرى نزلوا جميعا بفندق الكونتيننتال، وعقب حضوره تشرف بمقابلة حضرة صاحب الجلالة الملك فؤاد الأول بسراي عابدين العامرة، حيث أقلته إليه عربة التشريفات الكبرى مع الحرس الملكي، فأكرم جلالة الملك وفادته، وتفضل حفظه الله وأنعم عليه بالوشاح الأكبر وهو أكبر وشاح لدى الحكومة المصرية، ثم زار بعد ذلك قداسة الحبر الجليل غبطة بطريرك الأقباط الأرثوذكس، الذي أمر بعمل قداس خاص بداخل الكنيسة المرقسية الكبرى عند وصول سموه للديار المصرية، حضره صفوة الأعيان ووجهاء الأمة القبطية الأرثوذكسية، فكان الاحتفال بمقدمه بالغا حد الأبهة والجلال.

ولما كانت مشكلة دير السلطان الذي للأقباط بالحبشة قائمة على قدم وساق في ذاك الوقت، حيث تريد الحبشة الاستيلاء عليه في حين أنه مملوك للأقباط رسميا منذ زمن مديد، فقد ألف وفد من أعيان الأقباط مؤلف من حضرة صاحب المعالي فوزي باشا المطيعي وزير الزراعة سابقا، وسعادة قليني فهمي باشا، وجناب الأغومانوس بطرس عبد الملك رئيس الكنيسة المرقسية الكبرى للمفاوضة مع سموه في شأنه، وبعد مفاوضات عديدة أظهر فيها الوفد القبطي أحقيته لهذا الدير، طلب سمو الرأس تفري انعقاد الجمعية العمومية لقبط للبحث في هذا الصدد، وفعلا تم انعقاد هذه الجمعية، وبعد عدة جلسات تم قرارها على إعطاء الأحباش جزءا من هذا الدير للمرور منه، وذلك حسما لكل نزاع بين الفريقين المتحابين، وبذا انقضى هذا الإشكال وزال الجفاء الوقتي والحمد لله.

سمو الرأس تفري ولي عهد المملكة الحبشية.

Unknown page