118

Safar Namah

سفر نامه

Investigator

د. يحيى الخشاب

Publisher

دار الكتاب الجديد - بيروت

Edition Number

الثالثة، 1983

الرجلان اللذان لم ندخلهما الحمام يوم كذا وكان يظن أنني لا أعرف لغته فقلت له بالعربية حقا ما تقول فنحن اللذان كنا نلبس خرقة من الصوف على ظهرنا فخجل الرجل واعتذر وكان بين هذين الحالين عشرون يوما وقد ذكرت هذا الفصل حتى يعرف الناس أنه لا ينبغي التذمر من أزمات الزمان واليأس من رحمة الخالق جل جلاله وعم نواله فإنه تعالى رحيم

وصف المد والجزر بالبصرة ووصف أنهارها

يحدث المد ببحر عمان عادة مرتين كل أربع وعشرين ساعة فيرتفع الماء بمقدار عشر أذرع وحين يبلغ الارتفاع أقصى مداه يبدأ الجزر بالتدريج فينخفض الماء عشرا أو اثنتي عشرة ذراعا ويعرف بلوغ ارتفاع الماء مقدار الأذرع العشر بظهوره على عمود أقيم هناك أو على حائط ولو كانت الأرض مستوية وغير عالية لعظم امتداد البحر اليها ويسير النهران دجلة والفرات بغاية البطء حتى يتعذر في بعض الجهات معرفة اتجاه التيار فيهما وحين يبدأ المد بدفع البحر ماءهما مسافة أربعين فرسخا حتى يظن إنهما يرتدان إلى منبعيهما أما في الأماكن الأخرى التي تقع على شاطئ البحر فإن امتداد المد إليها يتوقف على ارتفاعها وانخفاضها فحيثما استوت الأرض ازداد المد وحيثما ارتفعت قل ويقال إن المد والجزر متعلقان بالقمر فيبلغ المد أقصى مداه حين يكون القمر على الأفقين يعني أفقي المشرق والمغرب ومن ناحية أخرى حين يكون القمر في اجتماع الشمس واستقبالها يزداد الماء أي ان المد يزيد في هذه الأوقات ويعظم ارتفاعه وحين يكون القمر في التربيعات تأخذ المياه في النقصان يعني لا يكون علوها كثيرا وقت المد ولا ترتفع ارتفاعها وقت الاجتماع والاستقبال وكذلك يكون جزرها في هذه الحالة أقل هبوطا منه في وقت الاجتماع والاستقبال وبهذه الدلائل يقولون إن المد والجزر متعلقان بالقمر والله تعالى أعلم

Page 149