فقاطعته أورور وقالت: إذن أنت واثق أن أمي ماتت مسمومة؟ - كل الثقة يا سيدتي، فإن نزعها دام خمسة أعوام، ثم أراحها الله من عذابها، فأطفئت كما ينطفئ المصباح إذا فرغ الزيت منه. - ومن الذي دس لها السم؟ - تنوان النورية. - أكان ذلك بموافقة الأميرة؟ - بل بأمر والدة لوسيان امرأة عمك. - وأبي؟ - إنه كان يعلم بهذه المؤامرة، وقد وافق على التسميم.
فصاحت أورور عند ذلك صيحة هائلة واتقدت عيناها نارا وقالت: إنك مت يا أمي ميتة الشهداء ولكن ابنتك ستنتقم لك أفظع انتقام.
31
وساد السكوت هنيهة بين بنيامين وأورور فبدت علائم الرعب والاشمئزاز على وجه الفتاة.
وكانت عيناها في البدء قد اتقدت ببارق الانتقام، فأنذرت وتوعدت بالانتقام لأمها.
غير أن البارق انطفأ فجأة واصفر وجهها حتى باتت كالموتى، ثم أحنت رأسها وأطرقت بعينيها إلى الأرض وقالت كأنها تخاطب نفسها: «ولكنه أبي.»
فقال لها بنيامين: يجب علي الآن يا سيدتي أن أقص عليك هذه الفاجعة المؤلمة.
فقالت له بلهجة اليأس: قل فإني مصغية إليك. - إن أمك يا سيدتي أدركتها الوفاة والكونت دي مازير لا يزال في إيطاليا مع زوجته الأميرة.
ولما حضرت ساعة وفاة أمك وكنت وحدي عند سريرها، أعطتني هذين الكتابين مع الصندوق وأقسمت لها أن أراقبك الليل والنهار وأن أحميك من كيد المعتدين.
أما الأرملة امرأة عمك التي تسكن الآن في قصر بوربيير مع ولدها لوسيان، فكان لا يأتيها كتاب من إيطاليا حتى تختلج بعد تلاوته وتنقبض نفسها.
Unknown page