فلما عادت كريتشن مع والدة لوسيان إلى باريس كي تستر زلتها كان فريتز مسافرا.
فلما وافاها إلى باريس لم يعلم شيئا في البدء مما جرى، ولكنه عرف الحقيقة بعد بضعة أيام فقال في نفسه: إن ابنة سيدي قد أهينت، ولا بد للكونت أن يغسل عارها بالزواج.
ذلك أنه لم يكن عالما أن الكونت دي مازير متزوج زواجا شرعيا بالأميرة هيلانة.
ولما وقف على حقيقة حالة كريتشن خطر في باله أن يستعين بالكونت دي برفوازين وراوول، فذهب إليهما وأخبرهما بجميع ما اتفق، فأقسم له الحارسان أن ينتقما لشرف الفتاة.
وكان كلاهما يعشقها ويتألم دون أن يبوح بهواه، وهما يودان سفك دمائهما من أجلها، فاتفقا على قتل الكونت إذا أبى أن يتزوجها.
وفي اليوم التالي لقدوم الأميرة إلى باريس، أسرع فريتز إلى الحارسين وهو يكاد يجن من يأسه، وأخبرهما أن كريتشن قد وضعت بنتا بحضور الأميرة، وأن كريتشن قد رعبت لقدومها فأغمي عليها وأصيبت بعد الإغماء بحمى شديدة، وأنهم يخشون الآن على صوابها.
فقال راوول: بل إننا نخشى أيضا على حياتها؛ لأن الأميرة لا بد أن تنتقم منها لاغتصابها قلب من تهواه.
فأخبرهما فريتز أن الأميرة احتقرت الكونت وأهانته، غير أنها صفحت عن كريتشن وتجاوزت عن ذنبها.
فهز راوول رأسه شأن المشكك وقال: إن بيت هذه الأميرة لا يعرف التجاوز عن الزلات، فإنهم كتموا أحقادهم ثلاثة أجيال كان الأعقاب في خلالها يتوارثون الانتقام.
وعند ذلك اتفق الحارسان على أن يذهب أحدهما، وهو الكونت دي بوفوازين إلى حيث تقيم كريتشن فيحملها من الأميرة، وأن يذهب راوول إلى دي مازير فإما أن يكرهه على الزواج بكريتشن أو يقتله.
Unknown page