230

Rocambole

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

Genres

وسارت المركبة حتى وقفت عند فندق النسر الأسود لاستبدال الجياد، وكانت الأميرة مغميا عليها في ذلك الحين.

أما تنوان فإنها أطلت من المركبة فرأت فارسا وقف أيضا عند باب الفندق وثيابه ملوثة بالوحول وجواده يلهث تعبا، فرأى النورية وأشار إليها إشارة، فالتفتت النورية إلى الأميرة فرأت أنها لا تزال مغميا عليها، فأشارت مثل إشارته فدنا منها وأعطاها رسالة.

ففتحت تنوان الرسالة وقرأت ما يأتي:

تقول الداية إنها لا يبدأ مخاضها إلا بين الساعة الثامنة والتاسعة من المساء، فاجتهدي أن تؤخري قدومك كي تصلي حين الأوان.

فقالت تنوان للفارس: حسنا، قل لها سيكون ما تريدين. فودعها الفارس وانطلق بجواده.

أما تنوان فإنها أمرت السائق ألا يستبدل الجياد؛ لأن الأميرة مضطرة إلى الراحة، ثم أمرت بنقل الأميرة وهي لا تزال مغمى عليها إلى الفندق.

ثم إنها لم تبذل شيئا من الوسائل في سبيل إيقاظها من إغمائها، بل تركتها على حالها حتى تعالى النهار واستفاقت من نفسها فوجدت أنها مضطجعة في سرير، وأن تنوان جالسة في كرسي عند سريرها، فذهلت وقالت لها: ما هذا الذي أنا فيه؟ وأين نحن الآن؟

قالت: إننا يا سيدتي في شاتو ياري، وإنما اضطررت إلى إراحتك في هذا الفندق لما رأيت عليك من دلائل التعب، فما جسرت على مواصلة السفر قبل أن تستفيقي.

وكان التعب قد أنهك قوى الأميرة، غير أن الغيرة شددت أعصابها فقالت لها: كلا، لا أريد الراحة بل أريد مواصلة السير في الحال.

فأمرت تنوان عند ذلك بإعداد المركبة، وبعد نصف ساعة عادت بهما إلى السير في طريق باريس، والأميرة مضطجعة في المركبة وهي مطبقة العينين كأنها تحاول الرقاد، وأين لها النوم وهي كأنها نائمة فوق جمر.

Unknown page