163

Rocambole

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

Genres

فأحنى بنوات رأسه إشارة إلى الإيجاب.

فارتعد لوسيان وقال: أي عذر تجاسر على انتحاله هذا الرجل؟ - عذره أن أمر تزويج الفتاة غير منوط به. - بمن؟ - بالأب جيروم. - رئيس الدير؟ - هو بعينه.

فعاد الرجاء إلى قلب لوسيان وقال: إذا كان ما يقوله حقا فإن الأمر سهل ميسور، نعم إني لا أعرف هذا الراهب، ولكن يقال إن أصله من النبلاء وإنه دخل إلى الدير بسبب حادث غرام، فسأذهب إليه وأخبره بغرامي ورجائي أن يثق من سلامة قصدي ولا يعترض سبيلي.

فهز الأحدب رأسه وقال: لا تتوسع في مجال الأمل يا سيدي الكونت.

قال: ولماذا؟ أتظن أن الراهب يرفض طلبي؟

قال: لا أعلم ما يكون بعد اجتماعك به، ولكن الذي أعلمه أنه هو الذي يرفض الآن.

قال: كيف عرفت ذلك؟ - من داغوبير، وهو لا يكذب.

فاصفر وجه الكونت وقال: ولكن ماذا يحمله على هذا الرفض؟ - لا أعلم يا سيدي، ولكن الذي رأيته من غضب داغوبير على اشتهاره بالسكينة أنهم قد حدثوه عنك ... وأنهم أصدروا إليه الأوامر بشأنك. - من الذي يصدر الأوامر إلى داغوبير؟ - الأب جيروم، فإنك تذكر يا سيدي أنه حين وصلنا إلى دكان داغوبير كان لا يزال في الدير. - هو ذاك. - إنه كان مختليا مع الأب جيروم، فلما خرج من الدير لم يكن على ما عهدته به من الدعة والسلامة، بل إني رأيت الشر باديا بين عينيه.

فلم يدعه الكونت يتم حديثه، وقال له: أصغ إلي يا بنوات، أتريد أن أرسلك بمهمة إلى الأب جيروم؟ - بملء الرضا يا سيدي. - إنك تذهب إليه في هذه الليلة نفسها، وترجوه عني أن يأذن بمقابلتي صباح غد بعد الصلاة. - سأذهب يا سيدي، ولكن ... - ولكن ماذا؟ - يجب أن تعطيني كتابا إليه؛ فإن الفقراء أمثالنا لا يأذنون لهم بدخول الدير، فإن الرهبان يعاملوننا بنفس العنف الذي يعاملنا به النبلاء.

فاغتم لوسيان لهذا الطلب؛ إذ لم يكن لديه في تلك الغابة شيء من أدوات الكتابة.

Unknown page