Riyad Nadira
الرياض النضرة
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الثانية
يكن رأى رسول الله ﷺ قبل ذلك وركبه الناس وما يعرفونه من أبي بكر حتى إذا زال الظل عن رسول الله ﷺ فقام أبو بكر فأظله بردائه فعرفناه عند ذلك خرجه ابن إسحاق بهذا السياق ومعناه عند الشيخين.
"شرح" -قيلة- هذه هي أم الأوس والخزرج وهما جماعة الأنصار أمهما قيلة بنت كامل ابن عذرة بن سعد بن هزيم من قضاعة بها يعرفون جدكم أي حظكم وغناكم من الجد الحظ ركبه الناس أي ازدحموا عليه حتى كادوا يركبونه. عن أنس قال: أقبل النبي ﷺ المدينة وأبو بكر شيخ يعرف والنبي ﷺ شاب لا يعرف فيلقى الرجل أبا بكر فيقول يا أبا بكر من هذا الذي بين يديك فيقول يهديني السبيل فيحسب الحاسب أنه يهديه الطريق وإنما يعني سبيل الخير فالتفت أبو بكر فإذا هو بفارس قد لحق بهم فقال: يا رسول الله هذا فارس قد لحق بنا فالتفت النبي ﷺ وقال: "اللهم اصرعه" فصرعه فرسه ثم قامت تحمحم فقال: يا نبي الله مرني بما شئت فقال: "قف مكانك لا تتركن أحدًا يلحق بنا" فقال: فكان أول النهار جاهدًا على نبي الله ﷺ وكان آخر النهار مسلحة له فنزل النبي ﷺ جانب الحرة ثم بعث إلى الأنصار فجاءوا إلى نبي الله ﷺ فسلموا عليهما وقالوا اركبا آمنين مطاعين فركب نبي الله ﷺ وأبو بكر وحفوا دونهما بالسلاح فقيل بالمدينة جاء نبي الله فأقبل يسير حتى نزل جانب دار أبي أيوب فقال: النبي ﷺ "أي بيوت أهلها" أقرب قال: أبو أيوب يا نبي الله هذه داري وهذا بابي قال: فانطلق فهيأ لنا مقيلًا قال: قومًا على بركة الله خرجه البخاري.
"شرح" ظاهر قوله وأبو بكر شيخ يعرف يدل على أنه كان أسن من النبي ﷺ والمعروف عند أهل الخبر أن النبي ﷺ أسن منه بمدة خلافته وسيأتي بيان ذلك إن شاء تعالى أو لعله يريد بشيخ يعرف أي كبير في قومه رئيس معهم معروف.
1 / 120