المجلد الأول
مقدمة
...
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا.
الحمد لله يختص من يشاء برحمته وملبس من سبقت له منه الحسنى أثواب عنايته ومفضل بعض الخلق بما منهم به من طرائف نعمه ولطائف منته ومصرف الأحكام في العبيد فمن شقي وسعيد ومقرب وطريد لا يسأل عما يفعل ولا راد لمقتضى إرادته وصلوات الله وسلامه على سيد أنبيائه وأولى أوليائه وصفي صفوته محمد المنتخل من خلاصة المجد الأثيل ونبيه المنتخب من أعلى سنام الفخر الأصيل وذروته وعلى شريف ذريته الطاهرة وأفنان فنون دوحته الفاخرة وجميع أهل بيته المعظم وعترته أما بعد فإن الله -وعز وجل- قد أختار لرسوله أصحابًا فجعلهم خير الأنام واصطفى من أصحابه جملة العشرة الكرام فرضيهم لعشرته وموالاته وفضلهم بالانضمام إليه مدة حياته وأنعم عليهم بما أولاهم من أصناف موجبات كرمه وأسعدهم بما سلف في سابق قدم وأشقى قومًا بارتكاب في الخوض في أمرهم فيما لا يعنيهم واجترائهم على الآحاد على التنقص بهم ووصفهم بما ليس فيهم حتى لقد فسقوا بظنهم على من علم تعديله وغضوا
1 / 5
بجهلهم على من ﵃ ورسوله فجعلوهم غرضًا لبهتانهم العظيم وذموهم وقد مدحتهم آيات القرآن الكريم قال الله الملك الجليل: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُم﴾ ١ إلى ذلك ﴿مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيل﴾ ٢ أتراهم خرجوا من هذا الوصف أو خرج عنهم أو اختص به النائي دون القريب والجليس منهم أم هل يمكن منهم أن يدعى أن العشرة لم يشتدوا على الكفار وينصروا رسول الله ﷺ أو يقال إن واحدًا منهم لم يكن معه فغير مسلم إن أريد معية الإسلام والإيمان فهم إليها من أول مجيب أو معية الالتفات والاحتفاف فلهم منها أوفر نصيب أو يقال بأنهم زايلوا ذلك الوصف بعد وفاته وارتكبوا ما حكم لهم بخلافه من مخالفاته فالنص يدفع ذلك ويرده ويمنع ذا الدين من اعتقاده ويصده قال الله تعالى: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ﴾ ٣ أترى خفي عن علمه ما يزعمونه من فسقهم أو ردتهم وقال: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَار﴾ إلى قوله: ﴿رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ﴾ أتراه أعدها لهم مع علمه بما يوجب منعهم منها وأي فائدة الإعلام بها مع ثبوت صرفهم عنها معاذ الله أن يكون الأمر كذلك وحاشا لله أن يختار لرسوله صحبة أولئك وما نقموا منهم مما يوهم ظاهره لو لم يرد ما يعارضه لوجب اعتقاد أحسن الوجوه وحملها عليه فكيف والأدلة الظاهرة تؤكد ذلك وتقضي بالمصير إليه توفيقا بين مقطوع الكتاب ومظنون السنة وتصديقًا لشهادته ﷺ لهم بالجنة كيف وقد علم ﷺ جملة ما وقع منهم ونبه على كثير مما جرى بينهم وصدر عنهم حتى صرح بالنهي عن سبهم وحرص على ترك الخوض فيهم وأمر بحبهم فما للجاهل الغبي ولهم، وقد
_________
١ سورة الفتح الآية: ٢٩.
٢ سورة الفتح الآية: ٢٩.
٣ سورة الفتح الآية: ١٨.
1 / 6
أخبر رسول الله ﷺ أنه سيغفر لهم وما للمتعامي وتأويل ما ورد في شأنهم وتحريفه بعد قوله ﷺ-١ "لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه" فالحمد لله أن عصمنا من هذه الورطة العظيمة ووفقنا بحب جملتهم إلى سلوك الطريقة المستقيمة ثم الحمد لله أن ألهم جمع هذا المؤلف في مناقبهم والإعلام بما وجب من التعريف بشرف قدرهم وعلو مراتبهم وتدوين ما روي عن عظيم مآثرهم وإيراد طرف مما ذكر من عميم مفاخرهم من كتب ذوات عدد على وجه الاختصار وحذف السند ليسهل على الناظر تناوله ويقرب على الطالب فيه ما يحاوله عازيًا كل حديث إلى الكتاب المخرج منه منبهًا على مؤلفه أو من أخذ عنه تقصيًا عن عهدة الارتياب في النقل واعتمادًا على أولي السابقة من أهل العلم والفضل مبتدئًا بذكر ما شملهم على طريقة التضمن ثم بما اختص بهم على وجه المطابقة والتعين ثم بما ورد فيما دون العشرة وإن أنضم إليهم من ليس منهم ثم بما اختص بالأربعة الخلفاء ولم يخرج عنهم ثم بما زاد عن الأربعة على واحد ثم بما ورد من فضل كل واحد واحد وأدرجت جملة ذلك في قسمين الأول في مناقب الأعداد الثاني في مناقب الآحاد وكل قسم مبوب على ما اقتضاه من التبويب مرتب على ما وجبت مراعاته من الترتيب. والله أسأل أن يجعل وسيلة إلى غفرانه وذريعة إلى إدراك رضوانه ويخلص المقصد فيه لوجهه الكريم ويجعله قائدًا إلى جنات النعيم بمنه وكرمه وها أنا مثبت أسماء الأصول المخرج منها والمأخوذ عنها من مؤلف كبير أو جزء صغير وأكثرها مروي لنا بل كلها إلا ما تركت الخط بالحمرة عليه وإنما لم نسندها للمعنى الذي أشرنا إليه وهي مسند الإمام أحمد بن حنبل والسنن الكبرى للنسائي مما نقله عنه الحافظ أبو القاسم الدمشقي في الموافقات ورزين في تجريده الصحاح ومسند البزار مما نقله عبد الحق في أحكامه والبخاري ومسلم والموطأ والترمذي ومسند الشافعي.
_________
رواه البخاري ومسلم: في صحيحيهما.
1 / 7
وسننه. ومسند القاسم بن سلام البغدادي المشتمل على الغريب وسنن أبي داود وسنن الدارقطني وسنن سعيد بن منصور وسنن ابن ماجه مما نقله عنه الحافظ الدمشقي في الموافقات والتقاسيم والأنواع لأبن حبان وكتاب الموافقات للحافظ أبي القاسم علي بن عساكر الدمشقي وتجريد الصحاح لرزين والجمع بين الصحيحين لحميدي والمستدرك عليهما للحاكم والمستدرك عليهما لأبي الهروي وكتاب المصابيح للبغوي وشرف النبوة لأبي سعيد عبد الملك بن عثمان الواعظ وفوائد تمام الرازي ونزهة الأبصار لأبي عبد الله محمد بن محمد الفضائلي الرازي ولطائف الأنوار للقلعي وكتاب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لأحمد بن حنبل وكتاب مناقب خليفة رسول الله ﷺ أبي بكر الصديق لأبي عبد الله محمد بن مسدي وكتاب مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وكتاب الآحاد والمثاني في فضائل الصحابة لأبي بكر أحمد بن أبى عاصم الضحاك ابن مخلد وكتاب الشمائل للترمذي وكتاب فضائل الصحابة لخيثمة بن سليمان الأطرابلسي وكتاب منهاج أهل الإصابة في محبة الصحابة لابن الجوزي وكتاب الموافقة بين أهل البيت والصحابة وما رواه كل فريق في الآخر للحافظ أبي سعيد إسماعيل بن علي بن الحسن السمان ومعجم الصحابة لأبي القاسم عبد الله محمد بن محمد بن عبد العزيز البغوي ومعجم أبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ومعجم الحافظ أبي بكر إسماعيل الإسماعيلي ومعجم الحافظ أبي القاسم الدمشقي ومعجم النسوان ومعجم البلدان كلاهما له ومعجم الحافظ أبي يعلى أحمد بن المثني الواعظ ومعجم الحافظ أبي الخير محمد ابن أحمد الغساني وسيرة ابن إسحاق وكتاب المعارف لابن قتيبة وكتاب الأحداث لأبي عبيد القاسم بن سلام وكتاب الردة والفتوح لأبي الحسن علي بن محمد القرشي والاستيعاب لأبي عمر بن عبد البر وصفة الصفوة لأبي الفرج
1 / 8
ابن الجوزي وتاريخ الخطيب مما خرجه عنه ابن رستم في كتابه الآتي ذكره وفتوح الشام لأبي حذيفة إسحاق بن بشر القرشي وسيره الملا عمر بن محمد بن الخضر وكتاب المنتقى من كتاب المقامات لأبي شجاع شيروية بن شهردار بنت شيروية الديلمي الهمداني ونزهة الناظر لأبي شجاع زاهر بن رستم الأصفهاني ومن كتب التفسير الوسيطالحسن علي بن محمد القرشي والاستيعاب لأبي عمر بن عبد البر وصفة الصفوة لأبي الفرج بن الجوزي وتاريخ الخطيب مما خرجه عنه ابن رستم في كتابه الآتي ذكره وفتوح الشام لأبي حذيفة إسحاق بن بشر القرشي وسيره الملا عمر بن محمد بن الخضر وكتاب المنتقى من كتاب المقامات لأبي شجاع شيروية بن شهردار بنت شيروية الديلمي الهمداني ونزهة الناظر لأبي شجاع زاهر بن رستم الأصفهاني ومن كتب التفسير الوسيط للواحدي وأسباب النزول له ونكت المساوري وأسباب النزول لأبي الفرج بن الجوهري ومن كتب الشروح شرح المشكل في الصحيحين لأبي الفرج بن الموردي وغريب النهاية ونهاية الغريب للمحدث ابن الأثير الموصلي وصحاح الجوهري.
"ذكر الأجزاء" الخلعيات لأبي الحسن علي بن الحسن بن الحسين الخلعي والثقفيات للحافظ أبي عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي الأصفهاني والأجزاء المعروفة بالغيلانيات من حديث أبي بكر عبد الله بن محمد ابن إبراهيم الشافعي رواية أبي طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان وأجزاء من الجعديات لأبي الحسن علي بن الجعد والسلفيات للحافظ أبي طاهر أحمد بن سلفة السلفي من انتخابه من أصول بن المشرف الإنماطي ومن أصول ابن الطيوري وغيرهما ومشيخة البغدادية وغيرها وجملتها تزيد على مائة جزء وأجزاء من حديث أبي الحسن الدراقطني وكثير من المحامليات للحافظ أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي وأجزاء تتضمن مشيخة محمد بن أحمد الرازي تخريج الحافظ السلفي وأجزاء من حديث الحافظ أبي القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي وأجزاء من حديث أبي الحسن علي بن عمر بن الحسن الحربي السكري وأجزاء من حديث أبي عمرو وعثمان بن السماك وأجزاء من المخلصيات من حديث أبي طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص الذهبي وأجزاء من أمالي الحافظ أبي الفضل محمد بن ناصر السلامي وأجزاء من حديث أبي الحسن علي بن
1 / 9