التقييد بثلثي فرسخ إنما كان لمسافة المذهب لا لمسافة المغمس ، ولا يصح غير هذا والله أعلم ؛ اللهم (1) إلا يكون بالحرم موضع آخر يقال له : المغمس غير الذي انتهى إليه أبرهة ومات به أبو رغال. وما أظن ذلك كائنا والله أعلم (2).
* [ذكر مكة]
ثم نزل الركب بالمحصب يوم الاثنين سابع ذي الحجة ، وبات به ليلة ثم رحل من الغد ، وهو يوم التروية إلى منى. وفي [يوم] (3) التروية دخلت إلى البلد الأمين (4)، مقر المجد الصميم ، والشرف المكين ، فخر بقاع الأرض كلها على مر السنين ، فأقسم بالله أعظم يمين ، قسما لا يكذب ولا يمين ، ما حرم سكناه إلا ذو حظ غبين : [الخفيف]
بلد نحوه يحن الرسول
وبه علقت قديما عقول (5)
Page 358