138

Radd shubahāt ḥawla ʿiṣmat al-Nabī ṣallā llāh ʿalayhi wa-sallam

رد شبهات حول عصمة النبى صلى الله عليه وسلم

Genres

الوجه الأول: أن ملازمة العباس للرسول ﷺ ومداومته عليها كانت معلومة للناس بمكة قبل الهجرة، فقد كان من لا يعرف شخص رسول الله ﷺ من العرب، ولم يسبق له أن رآه، ويعرف عمه العباس، فإنه يدل على رسول الله ﷺ بأنه الرجل الذى يجلس مع العباس بن عبد المطلب (١) ومما يؤكد ملازمة العباس لرسول الله ﷺ بمكة قبل الهجرة أيضًا – وهى بلا ريب ذات هدف سام أهم ما فيها حراسة رسول الله ﷺ، من أعدائه – أن العباس لم يترك رسول الله ﷺ وحده فى بيعة العقبة الكبرى التى تمت بين رسول الله ﷺ، وبين الأنصار، وكان أول متكلم فى تلك الليلة، وفيما قاله دليل على أنه كان يحرس رسول الله ﷺ ويمنعه من أذى قومه قال: "يا معشر الخزرج... إن محمدًا منا حيث قد علمتم، وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه، فهو فى عز من قومه، ومنعة فى بلده... فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه، ومانعوه ممن خالفه، فأنتم وما تحملتم من ذلك، وإن كنتم ترون أنكم مسلموه، وخاذلوه بعد الخروج إليكم، فمن الآن فدعوه فإنه فى عز ومنعة من قومه وبلده" (٢) .

(١) ينظر: من أمثلة ذلك ما رواه أحمد فى مسنده ٣/٤٦٠ – ٤٦٢، والطبرانى فى الكبير ١٩/ ٨٧، ٨٨، والبيهقى فى دلائل النبوة ٢/٤٤٤ – ٤٤٦، والطبرى فى تاريخه ٢/٣٦٠، ٣٦١، وابن إسحاق (السيرة النبوية لابن هشام) ٢/٥٦ نص رقم ٤٤٨.
(٢) أخرجه ابن إسحاق (السيرة النبوية لابن هشام) ٢/٥٨ نص رقم ٤٥٠، وأحمد فى مسنده ٤٦٠ – ٤٦٢ ورجاله رجال الصحيح، غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع كما قال الهيثمى فى مجمع الزوائد ٦/٤٥، وأخرجه الأئمة الطبرانى، والبيهقى، والطبرى، ثلاثتهم من طريق ابن إسحاق، فى الأماكن السابقة نفسها.

1 / 138