في ناظريه يتجسم الويل وقد ذاب عظما وعزا، ووجدا
ها هو أمامك مغمي عليه
قد ذبل الورد في وجهه، واضطرم الوهم في ناظريه
قد ذهب التلجلج من فيه والرجف من يديه، فهو لا يهينم الآن شاكيا، ولا يمد يده باكيا
هو يرغي ويزبد لا كالصريع، بل كالمليك المنيع، وقد شخص إلى الفضاء يصب عليه لظى تغيظه
كأن ملكه في الفضاء، وكأن عرشه في كبد السماء «أنا نبوكدنصر ملك بابل وآشور، تاجي، صولجاني، وزرائي، موعدكم غدا. إلي بآلة الصيد، لا، أشعلوا الأنوار، أين الإماء الحسان؟ حركوا الأوتار، تعالي ... تعالي إلي، ليس الآن وقت العبيد، سوقوهم إلى السجن، إلى النار، الخائنة، الفاسقة، إلى النار، آه عليك، آه علي، أواه على ملكي ...»
وهذا مليك دوخه الزمان، وعضه الويل في الكبد والوهم في الجنان
إن في الخيال الثائب إلى رشده، الواقف أمامك الآن، الناطق بخليط من لغات العرب والكلدان، نبأ من غور ظلمات الزمان
إن فيه تجسم ظلم الدهور وعدل الزمان
بل فيه تتجسد أرواح من جاروا على الإنسان
Unknown page