279

وإليك بخبره من فيه «أنا نبوكدنصر من بين النهرين - نبوكدنصر الشحاذ ، الملك، ملك بابل وآشور - الله سبحانه يطوف بي في العالم مثقلا بما ترونه من ذلة وفقر ومرض وصرع وجوع وأوجاع ... أعطوني الله يعطيكم!»

ولله من ملك تخرق عيناه اللقمة، قبل أن تدخل اللقمة فمه

لله من ملك طي هذه الأطمار، في هذا الهيكل الهشيم المخيف

على كتفيه وفاضه، وعلى ذراعيه مواعينه، وفي يده هراوة يستعين بها على الدهر والكلاب

لله من ملك على رجليه من آثار المفاوز أشواكها، وفي ساقيه جروحها، وقد ركمت عليها الأسفار غبارها

لله من ملك يتساقط الدم من أنفه، والدمع من عينيه، فيجمد على لحيته اللجين وعلى صدره الياقوت

ويورد الصرع خديه، فتلتهب الأحلام في محجريه

هنالك شيء من الهول ألبسه الدهر قميصا حاكتها شياطينه

بل هنالك غور غدور من ظلمات الزمان، ونبأ من عصور عقم فيها الهيكل والصولجان

وفي ناظريه ساعة الصرع غيظ يحتدم - ولا غيظ من علوا العروش مجدا

Unknown page