59

Rawdat Muhibbin

روضة المحبين ونزهة المشتاقين

Investigator

محمد عزير شمس

Publisher

دار عطاءات العلم ودار ابن حزم

Edition Number

الرابعة

Publication Year

1440 AH

Publisher Location

الرياض وبيروت

Genres

Sufism
شيء. وقيل: هي أن تمحوَ من قلبك ما سوى المحبوب. وقيل: هي الغَيرة للمحبوب أن تُنْتَقَصَ حُرْمتُه، والغيرة على القلب أن يكون فيه سواه. وقيل: هي الإرادة التي لا تنقُصُ (^١) بالجفاء، ولا تزيد بالبِرّ. وقيل: هي حفظ الحدود، فليس بصادقٍ من ادَّعى محبة مَنْ لم يحفظ حدودَه. وقيل: هي قيامُك لمحبوبك بكلِّ ما يُحِبُّه منك. وقيل: هي (^٢) مُجَانَبَةُ السُّلُوِّ عَلَى كلِّ حال، كما قيل (^٣): ومن كانَ مِنْ طُول الهَوى ذاقَ سَلْوَةً ... فإنِّيَ مِنْ ليلى لها غيرُ ذَائق [٩ أ] وأكبر شيءٍ نِلْتُهُ من وِصَالها ... أمانيُّ لم تَصْدُق كَلَمْعَةِ بَارِق وقيل: نارٌ تحرِقُ من القلب ما سوى مُراد المحبوب. وقيل: ذكر المحبوب على عدد الأنفاس، كما قيل (^٤): يُرَادُ مِن القلبِ نسيانُكم (^٥) ... وَتأْبى الطِّبَاعُ عَلَى النَّاقِل

(^١) ش: «لا تنقض». (^٢) «هي» ساقطة من ت. (^٣) البيتان لأبي بكر الشبلي في «طبقات الصوفية» (ص ٣٤٧)، و«البداية والنهاية» (١٥/ ١٧٨، ١٧٩). والثاني مع أبيات أخرى للمجنون في «ديوانه» (ص ٢١٢). (^٤) ت: «قال». والبيت للمتنبي في «ديوانه» (٣/ ١٥٣) بشرح البرقوقي. (^٥) في هامش ت: «سلوانكم».

1 / 32