216

Al-Rawḍ al-Zāhir fī sīrat al-malik al-Ẓāhir

الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر

وفي هذه السنة حضر رسول الاسبتار، وسأل استقرار الصلح على بلادهم من جهة حمص، وبلاد الدعوة ؛ فقال السلطان : «ما أجيبكم إلى هذا إلا بشرط إبطال ما لكم من القطائع على مملكة حماه، وهي أربعة آلاف دينار ؛ وما لكم من القطيعة على بلاد بوقبیس، وهي ثمانمئة دينار ؛ وقطيعتكم على بلاد الدعوة، وهي ألف ومائتا دینار، ومائة ر ألف ) مد حنطة وشعيرة نصفين فأجابوا إلى إبطال ذلك جميعه، وكتبت الهدنة بذلك، وشرط فيها أن الفسخ للسطان متى أراد، ويعلمهم قبل بمدة. وكان السلطان قد أحسن إلى الجبلية مدة إقامته بالساحل بالخلع والمناشير، فصاروا يأخذون الفرنج من كل جهة في مدة إقامة السلطان بالساحل .

وفي نصف رمضان ورد کتاب الأمير جمال الدين النجيبي، متضمنة ورود کتاب الحلا، والي بعلبك، بأن مقدمي ( بلد ) جبيل جمعوا، وجاسوا بلاد جبيل، ووصلوا إلى حصن على نهر إبراهيم، فقاتلوا من به من الفرنج يوما كاملا، وملك المسلمون الحصن، وهدم.

ووصل كتاب الأمير ناصر الدين القيمري بأنه سير التركمان، والشهاب الربوي إلى حيفا. فأغاروا عليها، وغنموا اثني عشر نفرة، وقطعوا أشجار وكروما. ولما استقر السلطان بدمشق خرج جماعة من عكا إلى ( طبر سنجار، وجدوا بها أربعة نفر من أهلها فشنقوهم فرسم السلطان بالإغارة ) ' [ على ] بلاد الفرنج ؛ فقتلت عساکره فوق المئي نفر من الفرنج، وساقوا جملة من الجواميس والبقر والدواب، وعاد العسكر سالمة إلى صفد.

وفي محرم جرد الأمير سيف الدين بكتمر الساتي، والأمير شهاب الدين

وعادوا إلى صفد.

Page 267