============================================================
وكان رضى الله عنه يقول عجسبت للمتكبر الفسخور الذى كان بالأمس نطفة ويكون غدا جيفة وعجبت كل العجب لمن شك فى الله تعالى ولايرى خلقه وعجبت كل العجب لمن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى وعجبت كل العجب لمن عمل لدار الفناء وترك دار البقاء: وكان ناس من أهل المدينة يعيشون ولايدرون من أين معاشم فلما مات فقدوا ماكانوا يؤتون به بالليل لأنه كان رضى الله عنه ينفق سراء ويظن الجاهل به أنه بخيل فلما مات وجدوه كان ينفق على أهل مائة بيت.
(وقال) ابته محمد الباقر رضى الله عنهما أوصانى أبى فقال لاتصحبن خمسة ولاتحادثهم ولاترافقهم فى طريق لاتصحين فاسقا فإنه يبيعك بأكلة فما دونها قلت يا أبت وما دونها قال يطمع فيها ثم لاينالها ولاتصحبن البخيل فإنه يقطع بك أحوج ما تكون إليه ولاتصحبن كذابا فإنه بمنزلة السراب يبعد عنك القريب ويقرب منك البعيد ولا تصحبن أحمق فإنه يريد آن ينفسعك فيضرك وقد قيل عدو عاقل خير من صديق أحمق ولا تصحبن قاطع رحم فانى وجدته ملعونا فى ثلاثة مواضع من كتاب الله تعالى.
(وروى) أنه تكلم رجل فى زين العابدين وافترى عليه فقال زين العابدين إن كنت كما قلت فأستغفر الله تعالى وإن لم اكن كما قلت فغفر الله تعالى لك فقام إليه الرجل معتذرا وقبل رأسه وقال جعلت قداك لست كما قلت فاستغفر لى قال غفر الله لك فقال الرجل الله أعلم حيث يجعل رسالاته ولقد أحسن القائل : وما الناس إلا واحد من ثلاثسة شريف ومشروف ومثل مقاوم فأما الذى فوقى فأعرف حقه وأتبع فيه الحق والحق لازم وأما الذى مثلى فإن رل أو هفا تفضلت إن الحر بالفضل حاكم وأما الذى دونى فإن قال صنت له مقالته عرضى وإن لام لاتم سالزم ننسى الصفح عن كل مذنب وان كثرت منه على الجرائ م (وأقبل) خادم لزين العابدين مسرعا بشواء من التنور لضسيف عنده فسقط من يده على ابن له صغير فأصاب رأسه فقتله فقال زين العابدين رضى الله عنه أنت حر لأنك لم تتعمدة وأخذ فى جهاز ابنه ودخل على محمد بن أسامة بن زيد فى مرضه فجعل محمد يبكى فقال له زين العابدين رضى الله عنه ما شأنك قال على دين قال كم هو قال خمسة عشر ألف دينار فقال هو على
Page 98