93

============================================================

كذا وكذا من شهر أو كذا وكذا من سنة والله أعلم أيهما ذكر إبراهيم قسال قلت أخبرونى عن الشاب فقال قائل منهم بينما نحن قعود على شفير البحيرة نتذاكر المحبة ونتحاور فيها إذا بشخص قد أقبل إلينا وسلم علينا فرددنا عليه السلام وقلنا له من أين أقبل الشاب قال من مدينة نيسابور قلنا له ومتى خرجت منها قال منذ سبعة أيام قلنا له وما الذى أزعجك على الخروج من وطنك قال سمعت قوله تعالى: وأنييوا إلى ريكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون}(1) قلنا له نما معنى الإنابة وما معنى التسليم وما معنى هذا العذاب، فلكل الإنابة أن ترجع بك منك اليه، قلت ولم يذكر التسليم في الأصل الذى نقلت منه ولله أن تسلم نفسك له وتعلم أنه أولى بك قال، ثم قال بالعذاب وصاح صيحة عظيمة فمات فواريناه وهذا قبره رضى الله عنه قال إبراهيم فتعجبت مما وصفوا ثم دنوت من قبره فإذا عند رأسه طاقة نرجس كأنها رحى عظيمة وعلى قبره مكتوب هذا قبر حبيب الله قتيل الغيرة وعلى ورقة مكتوب صفة الإنابة قال فقرأت ما على النرجس مكتوب فسألونى أن افسره لهم فقسرته لهم فوقع فيهم الطرب قلما أفاقوا وسكنوا قالوا قد كفينا جواب مسألتنا قال ووقع على النوم فما انتهيت إلا وأنا قريب من مسجد عائشة رضى الله عنها وإذا في وطائى طاقة ريحان فيقيت معى سنة كاملة لم تتغير فلما كان بعد أيام فقدتها رضى الله عنه وعنهم.

العكاية الخامسة والستون عن أحد الصالحين قال خرجت مرة إلى الحج قنمت ذات ليلة مسقمرة فسمعت صوت شخص ضعيف يقول لي يا أبا إسحق قد انتظرتك من الغداة قدنوت منه فإذا هو شاب نحيل الجسم كأنما أشرف على الموت وحسوله رياحين كثيرة منها ما أعرفه ومتها ما لا أعرفه فقلت له من أين أنت فسمى لى بلده وقال قد كنت في عز وثروة قطالبتنى نفسى بالعزلة فخرجت هائما إلى البرارى والقفار وهأنا قد أشرفت على الموت وسألت الله ان يقيض لى وليا من أوليائه وأرجو أنك هو فقلت له ألك والدان قال نعم وأخوة وأخوات قال نعم فقلت هل اشتقت إليهم أو ذكرتهم قال لا إلا اليوم أردت أن أشم ريحهم فاحتوشتتى السباع والبهائم وبكين معى وحملن إلى هذه الرياحين قال إبراهيم فأقبلت حية عظيمة وفي فمها نرجس كثير فقالت دع شرك عنه قإن الله مطلع على أولياته وأهل طاعته فغشى على فما أفقت حتى خرجت روحه رضى الله عنه ثم وقع (1) سورة الزمر الآية 54 .

Page 93