214

============================================================

عن ناقتي وتقدمت إلى الشجرة فكلما أخذت منها رطبا عاد شوكا فتبسم الرجل وقال هيهات لو أطعمته في الخلوات أطعمك الرطب في الفلوات رضي الله عنه ونفعنا به آمين.

(وقال) أحدهم كنت مع ذي النون رضي الله عنه في البادية فنزلنا تحت شجرة أم غيلان فقلنا مسا أطيب هذا الموضع لو كان فيه رطب فتبسم ذو النون وقال تشتهون الرطب وحرك الشجرة وقال أقسمت عليك بالذي ابتداك وخلقك شجرة إلا ما نثرت علينا رطبا جنيا ثم حركها فنثرت رطبا جنيا فأكلنا وشبعنا ثم نمتا وانتبهنا وحركنا الشجرة فنثرت علينا شوكا.

(وقال) محمد بن المبارك الصوري رحمه الله كثت مع إبراهيم بن آدهم رضى الله عنه في طريق بيت المقدس فنزلنا وقت القيلولة تحت شجرة رمانة فصلينا ركعات وسمعت صوتا من أصل تلك الرمانة يقول يا أبا إسحق أكرمنا بأن تأكل منها شيئا فطأطأ إبراهيم رضى الله عنه رأسه فقال ثلاث مرات ثم قال يا محمد كن شفيعنا إليه ليتناول منا شيئا ققلت له يا أبا إسحق لقد سمعت فقام وأخذ رمسانتين فأكل واحدة وناولني الأخرى فاكلتها وهي حامضة وكانت شجرة قصيرة فلما رجعنا من زيارتنا إذا هي شجرة عالية ورماتها حلو وهي تثمر في كل عام مرتين وسموها رمانة العابدين ويأوى إلى ظلها العابدون رضي الله عنهم ونفعنا بهم آمين العكاية الثانية والخمسون بعد الماثتين عن أحدهم) قال انكسرت بنا السفينة وبقيت أنا وامرأتى على لوح وقد ولدت في تلك الحالة صبية فصاحت بي وقالت يقتلني العطش فقلت هو ذا يرى حالتا فرفعت رأسي فإذا برجل في الهواء جالس وبيده سلسلة من ذهب فيها كوز من ياقوت أحمر وقال هاك اشربا فأخذت الكوز وشربنا منه فإذا هو أبرد من الثلج وأحلى من العسل وأطيب من المسك فقلت له من أنت يرحمك الله فقال أنا عبد لمولاك فقلت بم وصلت إلى هذا فقال تركت الهوى لمرضاته فأجلسنى على الهواء ثم غاب عني فلم أره رضى الله عنه ونفعنا به آمين.

(وقال) أحدهم كنا بعسقلان وشاب يغشانا يتحدث معنا فإذا فرغنا قام إلى الصلاة يصلي فودعنى يوما وقال أريد الإسكندرية فخرجت معه وناولته دريهمات فأبى أن يأخذها فألححت عليه فألقى كفا من الرمل في ركوته واستقى من ماء البحر وقال كلمة فإذا هو سويق بسكر كثير فقال من كان حاله معه مثل هذا يسحتاج إلى

Page 214