197

============================================================

بعض القرى لحاجة قالت كم يينك وبين أهلك ومنزلك قلت ثمانية عشر ميلا قالت ثمانية عشر ميلا في طلب حاجة إن هذه لحاجة مهمة قلت أجل قالت الا سألت صاحب القرية أن يوجه إليك بحاجتك ولا تتعب قال ولم أدر ما الذى أرادت فقلت يا عجوز ليس بينى وبين صاحب القرية معرفة قالت وما الذي أوحش بينك وبين معرفته وقطع بينك وبين الاتصال به فعرفت الذى أرادت فبكيت فقالت اتحب الله قلت تعم قالت أصدقنى فقلت أى والله إنى لأحب الله عز وجل قالت فما الذي افادك من طرائق حكمته إذا وصلك إلى محبته قال فبقيت لا أدرى ما اقول، فقالت لعلك ممن يحب أن يكتم المحبة فلم أدر ما أقول فقالت يأبى الله تعالى أن يدنس طرائق حكمته وخفى معرفته ومكنون محبته بممارسة قلوب البطالين قلت يرحمك الله لو دعوت الله عز وجل أن يشغلنى بشىء من محبته فنفضت يدها في وجهى فأعدت القول فقالت امض لحاجتك ثم قالت لولا خوف السلب لبحت بالعجب أواه من شوق لا يبرا إلا بك ومن حنين لا يسكن إلا إليك رضى الله عنها ونفعنا بها آمين.

العكاية العشرون بعد المالهتين حكى أنه كان شسابان يتعبدان بالشام يسميان الصبيح والمليح لحسن عبادتهما جاعا أياما فقال أحدهما لصاحبه اخرج بنا إلى الصحراء لعلنا نرى رجلا تعلمه يعض دينه لعل الله أن ينفعنا به فخرجا قالا فلما أصحرتا استقبلنا اسود على رأسه حرمة حطب فقلتا له يا هذا من ريك فرمى الحزمة عن رأسه وجلس عليها ثم قال لا تقولا لى من ريك ولكن قولا لى اين محل الإيان من قلبك فنظر كل واحد منا إلى صاحبه ثم قال لنا اسالا اسألا فإن المريد لا تتقطع مسائله فلما رآنا لا نرد جوابا قال اللهم إن كنت تعلم أن لك عبادا كلما سألوك أعطيتهم فحول حزمتى هذه ذهبا فإذا هى قضبان ذهب تلمع ثم قال اللهم إن كنت تعلم أن لك عبادا الخمول أحب إليهم من الشهرة فردها حطبا فرجعت حطبا ثم حملها على رآسه ومضى فلم نجترى أن نتبعه رضى الله عنه ونفعنا به آمين.

المكاية الحادية والعشرون بعد الماشين عن أحدهم قال صليت خلف ذى النون صلاة العصر فقال الله ثم بهت وبقى كأنه جسد ليس به روح من إجلاله لله تسعالى ثم قال اكبر فظننت أن قلبى قد انقطع من هيبة تكبيره: (وقال) ذو النون رضى الله عنه سمعت بعض المتعبدين بساحل الشام يقول إن

Page 197