============================================================
ولا القصر فبقسيت متحسرا على ما فاتنى منه ثم أخذت في العبادة رضى الله عنهما ونفعنا بهما آمين.
الحكاية المايتان ن أحد أصحاب سهل بن عبهالله رضى الله عنهما قال خدمت سهلا ثلاثين سنة، فما رأيته يضع جنبه على الفراش لا في ليل ولا في نهار وكان يصلى صلاة الصبح بوضوء العشاء فهرب من الناس إلى جزيره بين عبادان والبصرة، وإنما فر من الناس لأن رجلا حج سنة من السنين فلما رجع قال لاخ له رأيت سهل بن عبدالله في الموقف بعرفة فقال له أخوه نحن كنا عنده يوم التروية في رباطه بباب بشر الحافى فحلف بالطلاق أنه رآه بالموقف فقال له أخوه قم بنا حتى نسأله ققاما ودخلا عليه وذكرا له ما جرى بينهما من الاختلاف في هذا الحديث وسألاه عن حكم اليمين التى حلفها فقال سهل رضى الله عنه مالكم بهذا الكلام حاجة اشتغلوا بالله تعالى وقال للحاج أمسك عليك زوجك ولا تخبر بهذا أحدا رضى الله عنه ونفعنا به آمين.
الحكاية الواحدةا بعد الماقتين حكى عن أحد الصالحين أنه كان يتكلم مع الناس ويعظهم، فمر عليه في بعض الأيام يهودي وهو يخوفهم ويقرأ قوله تعالى: وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا (1) فقال اليهودى إن كان هذا الكلام حقا فنحن وأنتم سواء فقال له الشيخ لا ما نحن سواء بل نحن نرد ونصدر وأنتم تردون ولا تصدرون تنجو نحن منها بالتقوى وتبقون أنتم فيها جثيا بالظلم ثم قرأ الآية الثانية: ثم تنجى الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا}(2) فقال له اليهودى نحن المتقون ققال له الشيخ كلا بل نحن وتلا قوله تعالى: * ورحمتي وسعت كل شىء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون}(3) الذين يتبعون الرسول النبى الأمى فقال اليهودى هات برهانا على صدق هذا فقال الشيخ رضى الله عنه البرهان حاضر يراه كل ناظر وهو أن تطرح ثيابي وثيابك في النار فمن سلمت ثيابه فهو الناجى منها ومن احترقت ثيابه فهو الباقى فيها فنزعا ثيابهما، وأخذ الشيخ ثياب اليهودى ولفها ولف عليها ثيابه ال ورمى بالجميع في النار ثم دخل النار فأخذ الثياب وخرج من الجانب الآخر ثم فتحت الثياب فإذا ثياب الشيخ المسلم سالمة بيضاء قد نظفتها النار وأزالت عنها الوسخ، وثياب اليهودى قد صارت حراقة مع أنها مستورة وثياب الشيخ المسلم ظاهرة للنار فلما رأى ذلك أسلم والحمد لله المنعم المنان الذى أظهر دين الإسلام على سائر (1) سورة مريم: الآية 71.
(3) سورة الأعراف : الآية 156.
(2) سورة مريم: الآية 72
Page 184