168

============================================================

الكاية الثالتة والستون بعد الماة ن بتصور بن عمار رضى الله عنه قال رأيت في بعض الأيام شابا يصلى صلاة الخائفين فقلت في نفسى لعل هذا الشاب ولى من أولياء الله فوقفت حتى فرغ من صلاته ثم سلمت عليه فرد السلام فقلت له ألم تعلم أن في جهم واديا يقال له لظى نزاعة للشوى تدعو من أدبر وتولى وجمع فأوعى فشهق الشاب شهقة خر مغشيا عليه فلما أفاق زادنى فقلت: يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون*(1).

قال فخر ميتا فكشفت عنه ثيابه فإذا على صدره مكتوب فهو في عيشة راضية في جتة عالية قطوفها دانية(2) قال قلما كان في الليلة الثالثة رأيته فى المنام جالسا على سرير وعملى رأسه تاج فقلت له ما فعل الله بك؟ قال غفر لى وأعطانى مثل ثواب أهل بدر وزادنى فقلت له: بم زادك قال لأتهم قتلوا بسيف الكفار وأنا قتلت بكلام الملك الجبار.

الحكاية الرابعة والستون بعد الماثة قال المؤلف عامله الله بلطفه ورحمته في دنياه وآخرته رأيت في النوم كأن قبرا مفتوحا فدخلت فيه فإذا هو واسع لا أرى فيه أحدا إلا أرجل سرير فرفعت طرفى فإذا السرير عال وعليه شخص تائم فقلت ما أقبح فعال بنى الدنيا ما يتركون الرعونة والترفه حتى بعد الموت يدخلون في القبور السرر للموتى، فإذا بصاحب السرير ينادينى إليه قلم أقدر أصعد لكون السرير عاليا علوا مفرطا ثم إنه سهل لى طريق من جانب القبر فصعدت فيه كما يصعد في الدرج حتى حاذيت القائم على السرير فإذا هى والدتى رحمها الله تعالى وجزاها عنى أفضل الجزاء فسلمت على سلاما بغاية الشفقة البالغة والرحمة والرأفة الكاملة وسألتنى عن أخ لى كان حيا وأما إخوتى الذين خلفتهم ثم ماتوا قبل المنام المذكور فلم تسألنى عنهم وهذا يؤدى ما روى أن الموتى يعلمون بمن مات من الأحياء ويسألون من قسدم عليهم من الموتى عن أحوال أهل الدنيا ثم إنها ودعتنى بعد السلام والسؤال المذكورين فانتبهت ووجدت الشجن بذلك السلام وتلك الشفقة مدة طويلة حتى إذا ذكرت ذلك وجدت تأثيره في قلبى بعد (1) سورة التحريم الآية 6.

(2) سورة الحاقة الايات 21- 23.

Page 168