============================================================
(قلت) وسيأتى الجواب في الخاتمة عن إنكار من أنكر هذه الحكاية وأشباهها إن شاء الله تعالى الحكاية الثاهنة عشرة بعد الماقة روى أن إبراهيم بن أدهم رضى الله عنه كان يعمل في الحصاد ويحفظ البساتين فجاء يوما جندى وطلب منه أن يعطيه شيئا من الفواكه فأبى آن يعطيه فقلب الجندى سوطه وضرب رأسه فطأطأ له إبراهيم رأسه وقال اضرب رآسا طالما عصى الله عز وجل فلما عرفه الجندى اعتذر إليه فقال إبراهيم إن الرأس الذي يحتاج إلى الاعتذار تركته ببلخ (وقال) رضى الله عنه لرجل وهو في الطواف اعلم أنك لا تنال درجة الصالحين حتى تجوز ست عقبات أولاها تغلق باب النعمة، وتفتح باب الشدة، والثانية تغلق باب العز وتفتح باب الذل والثالثة تغلق باب الراحة وتفتح باب الجهد، والرابعة تغلق باب النوم وتفتح باب السهر، والخامسة تغلق باب الغنى وتفتح باب الفقر، والسادسة تغلق باب الأمل وتفتح باب الاستعداد للموت وأنشدوا: ان لله عادا فطنا طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا نظروا فيها فلسا عرفوا أنها ليت لى وطنا علوها لجة واتخدوا صالح الأعمال فيها سفنا الحكاية التاسعة عشرة بعد الماثة من عبه الله بن البارك رضى الله عنه قال كنت بمكة وقد لحق الناس قحط واستمر إمساك المطر عنهم فخرج الناس يستسقون في المسجد الحرام ولم يبق أحد من الصغار والكبار وكثت في الناس مما يلى باب بنى شيبة وإذا بعبد أسود قد أقبل عليه قطعتا خيش وقد اتزر باحداهما وألقى الأخرى على عاتقه فانتهى إلى موضع خفى بحذائى فسمعته يقول إلهى قد أخلقت الوجوه كثرة الذنوب ومساوى الأعمال وقد منعتنا غيث السماء لتؤدب الخليقة بذلك فأسألك ياحليما ذا أناة يا من لا يعرف عباده منه إلا الجميل أن تسقيهم الساعة فلم يزل يقول الساعة الساعة حتى استوت السماء بالغمام وأقبل المطر من كل مكان وجلس مكانه يسبح وأخذت أبكى فلما قام اتبعته حتى عرفت موضعه.
فجئت إلى الفضيل بن عياض رضى الله عنه فقال مالى أراك كثيبا قلت سبقنا إليه غيرنا فتولاه دوننا قال وما ذاك فقصصت عليه القصة فصاح وسقط وقال: ويحك يا ابن المبارك خذني إليه فقلت قد ضاق الوقت وسأبحث عن شأنه.
Page 127