============================================================
العكاية التاسعة بعد الماثة حكى عن بشر الحافي رضى اللسه عنه أنه جاءه نفر فسلموا عليه فقال من أنتم قالوا نحن من الشام جثنا نسلم عليك ونريد الحج فقال شكرا لله تعالى لكم قالوا تخرج معنا لنحج في صحبتك فأبى فألحوا عليه فقال إذا عزمتم على ذلك فيكون على ثلاثة شروط ألا نحمل معنا شيئا ولا نسال أحدا شيئا وإن أعطينا لا نقبل شيئا فقالوا أما لا تحمل ولا نسأل فنعم وأما إن أعطينا لا نقبل فلا نستطيع ذلك فقال كأنكم خرجتم من بيوتكم متوكلين على مزاود الحجاج لا متوكلين على الله تعالى دعونى وحالي روحوا إلى أشغالكم ثم قال أحسن الفقراء ثلاثة فقير لا يسأل وإن أعطى لا يقبل فذلك من الروحانيين أو قال مع الروحانيين وفقير لا يسأل وإن أعطى قبل فذلك يوضع له موائد في حضرة القدس وفقير يسأل وإن أعطى قبل قدر الكفاية فكفارته صدقة.
(وحكى) أنه أتى أيضا إلى بشر رضى الله عنه جماعة من الصوفية عليهم المرقعات فقال يا قوم اتقوا الله ودعوا هذا اللباس فإنكم تعرفون به فسكتوا إلا شابا منهم فإنه قال والله للبسنها ثم لنلبسنها ثم لنلبسنها حتى يكون الدين كله لله فقال أحست يا شاب مثلك يصلح له أن يلبسها رضى الله عنهم.
المكاية العاشرة بعد المائة عن أحدهم قال رأيت فقيرا ورد على بئر ماء في البادية فأدلى ركوته فيها فسانقطع حبله ووقعت الركوة فيها فأقام زمانا وقال وعزتك لا أبرح إلا بركوتي أو تأذن لي بالانصراف عنها قال فرأيت ظبية عطشى جاءت إلى البثر ونظرت فيها ففاض الماء وطفح على البئر وإذا بركوته على فم البئر فأخذها وبكى وقال إلهى ما كان لي عندك محل ظبية فهتف به هاتف يقول يا مسكين جئت بالركوة والحبل وجاءت الظبية ذاهبة عن الأسباب لتوكلها علينا (قال) بعضهم سقى الله الظبية المذكورة ببركة وقفة الفقير على باب انبساطه مع مولاه وأقسم أنه لا يبرح إلا بركوته فأبر الله قسمه بصورة وزود الظبية تهذيبا لأخلاق أوليائه واهتماما بترك الأسباب واعتناء بالمسبب الوهاب عز وجل المكاية الحادية عشرة بعد الماثة روى أنه سثل الشيخ أبو الخير الأقطع رضى الله عنه عن عجائب الأحوال فقال أعجب ما رأيت أنه أدخل عبد أسود رأسه في مرقعته في جامع طرسوس وخطر بباله
Page 123