111

============================================================

المكاية السابعة والثمانون عن أحدهم أنه سافر للحج على قدم التجرد وعاهد الله سبحانه ألا يسأل أحدا شيئا فلما كان فى بعض الطريق مكث مدة لايفتح عليه بشىء فعجز عن المشى ثم قال فى نفسه هذا حال ضرورة تؤدى إلى تهلكة بسبب الضعف المؤدى إلى الانقطاع وقد نهى الله عن الإلقاء إلى تهلكة ثم عزم على السؤال فلما هم بذلك انبعث من باطنه خاطر رده عن ذلك العزم ثم قال أموت ولا أنقض عهدا بينى وبين الله تعالى فمرت القافلة وانقطع واستقبل القبلة مضطجعا ينتظر الموت فبيتما هو كذلك إذا بفارس قائم على رأسه معه إداوة فيها ماء فسقاه وأزال ما به من الضرورة، وقال له تريد القافلة فقال وأين منى القافلة، فقال قم وسار معه خطوات ثم قال قف ههنا والقافلة تأتيك فوقف وإذا بالقافلة مقبلة من خلفه قلت وسيأتى الجواب فى خاتمة الكتاب إن شاء الله تعالى عن إنكار من أنكر هذه الحكاية وأشباهها الحكاية الثامنة والتمانون حكى أنه كان شاب يطوف بالكعبة ويشتغل بالصلاة على النبى فقيل له هل عندك فى هذا شيء قال نعم خرجت أنا وأبى حاجين فمرض آبى فى بعض المنازل ومات واسود وجهه واررقت عيناه وانتفخ بطنه فبكيت وقلت إنا لله وإنا إليه راجعون مات أبى فى أرض غربة هذه الموتة فلما كان الليل غلبنى النوم فرأيت النبى چل وعليه ثياب بيض ورائحة طيبة عطرة فدنا من أبى ومسح على وجهه فصار أشد بياضا من اللبن ثم مسح على بطنه فعاد كما كان ثم أراد أن ينصرف فقمت إليه وأمسكت بردائه وقلت ياسيدى بالذى أرسلك إلى آبى رحمة فى أرض غربة من أنت فقال أو ما تعرفنى آنا محمد رسول الله كان أبوك هذا كثير المعاصى والذنوب غير أنه كان يكثر الصلاة على فلما نزل به ما نزل استغاث بى فأغثته وأنا غياث لمن يكثر الصلاة على فى دار الدنيا.

قلت وفى مدحه ة خطرت لى هذه الأبيات عند كتابة هذه الحكاية فى عليك صلاة الله يا ملجأ الورى إذا أقبلت يوم الحساب جهم و راموا شفيعا يستغات بجاهسه له شرف العلياء رحب مكرم وقالوا لأهل العزم فى الرسل من لها فليس سواكم يا أهل العزم يعزم عها خليل والكليم تأخ را وعيسى وقبل القوم نوح وأدم

Page 111