169

Rasail Hikma

Genres

============================================================

بقولهم الحرام، ويحللون الحلال، فاقتدوا بهم فوقع عليهم اسم الإمامة.

فهؤلاء الخمسة الذين ذكرتهم كل واحد منهم إمام لمن يطيعه ويتبعه ويقبل منه، وولي عهد المسلمين كبيرهم وإمامهم الأعظم لأنه بمنزلة الناطق محمد ابن عبد الله، فقاتلوهم بقلوبكم، وتبرأوا مما يعتقدونه في مولانا البار العلام، العلي الأعلى حاكم الحكام، سبحانه وتعالى عما يصفون، ويجعلونه تحت الشكلية والبشرية، تعالت قدرة مولانا وتنزه لاهوته عما يصفون.

ولهؤلاء الخمسة الجسمانية الموجودة الظاهرة الشرعية لإقامة دعوة التلحيد خمسة روحانية موجودة لإقامة دعوة التوحيد، فأولهم واعظمهم فضلا ذو معة، وبعده ذو مصة، وبعده الكلمة والجناحان، وهما المعروفان بالسابق والتالي، لكن السابق الجسماني ليس هو كالسابق الروحاني النوراني، لأن السابق الحقيقي هو الإمام الأعظم، وهو ذو معة الذي به المولى جل ذكره هاديا لعبيده، وبابا لعبادته وتوحيده، والأربعة من بله كل واحد منهم يقع عليه اسم الإمامة بما هو مقدم على الستجيبين، وإمام لهم إلى معرفة مولانا رب العالمين(1، بواسطة إمامهم اجمعين الذي هو العقل الكلي ذو معة17 قائم بأمورهم، وهو يرتي الدعاة بالمعرفة والحلم، ويروي المستجيبين بالرضاعة والعلم، منه يأخذون العلم، وإليه يرجعون في الخوف والسلم ، لأنه الوسيلة إلى رحمة مولانا سبحانه، والباب الذي يدخلون منه إلى توحيد مولانا سبحانه، والمؤدب الذي يتأدبون به آداب التوحيد، وعبادة مولانا المبدئ المعيد، الفاعل لما يريد، سبحانه وتعالى عما يصفون.

Page 629