============================================================
عهد المسلمين على مقدار قربهما وظهور مراتبهما، فلما رأينا ألقابهما بخلاف ظواهر مراتبهما علمنا علما يقينا، وصح عندنا بان عبد الرحيم ابن إلياس هو الناطق محمد ابن عبد الله، وعباس ابن شعيب هو أساس علي ابن عبد مناف، ومتمهما ختكين الداعي، وهو المكنى بابي بكر، ولاحقهم جعفر الضرير، وهو عمر ابن الخطاب، ومن دونهم قاضي القضاة أحمد ابن العوام، وهو عثمان ابن عفان، فهؤلاء الخمسة حدود الشريعة الظامرة، وهم أشباح بلا أرواح، لأن الروح الحقيقية هو اقرار بتوحيد مولانا جل ذكره والقيام بعبادته ، وهم10 كلهم جاحدون لقدرته، كافرون بنعمته، مشركون بعبادته، جاهلون باصول الدين والمعادن، غافلون عما مضى من الضغائن، غير عارفين بما هو كائن، من تل المارقين وبيع ذراريهم في سوق مازن، يوم لا ينطق فيه كاهن ، ولا نفعهم شفاعة مشرك خائن، وترى المشركين مثل السكارى وما بهم سكر ولا خمار، بل تذمل عقولهم من هيبة الملك الجبار، وما يدهمهم من السيف والدمار، وتجازي كل نفس بما كسبت وهم لا يرحمون.
معاشر الموحدين لمولانا جل ذكره، قد بينت لكم الطريق، واوسعت ل كم في المضيق، فتجنبوا مسالك الشرك والضلال، واتبعوا طرقات الهلداية والكمال، واعلموا ان كل رجل يكون رئيس قوم مقدما عليهم كان إمامهم لأنه يؤم بهم في الكلام والفعل، لكنهم محمودون و ومذمومون، بقوله : "قاتلوأ أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون" 12/9]، وهم رؤساء الشريعة الناموسية. وقد اعتقدوا المسلمون في كثير امن العلماء الإمامة، مثل الشافعي وأبي حنيفة ومالك وسفيان الثوري وغيرهم، مما يطول به الشرح، وإنما قالوا انهم أئمة حيث يحرمون
Page 628