272

============================================================

وسقل ابن سبعين حيط المتصور إلا والصورة صحته، فالتصور بالصورة يسمى بظاهر الصورة ظاهرا وباطنا، ويحكم عليه بكل حكم قبلته الصورة من اطلاق وحصر وغيبة وحضور وأحدية وكثرة وجمع وتفرقة وسناجة ولون وحركة وسكون إلى ما لا يتضبط كثرة من الأساء والصفات.

فالصورة من حيث هي جيع التعددات والعقلات والتحولات والتفاصل، وللتصور من حيث هو لا من جهتها الا وصف ولا نعت ولا اسم ولا رسم ولا حد وإن كان له شيء من ذلك كله ولكن فبأول مرتبة صورية اطلاقية، فله الإطلاق والأحدية والجمع والسناجة والسكون والثبوت وشبه ذلك وللصورة لا من حيث هي لكن من حيث بفسد قيامها به تقائض هنه ولا حديث عتها ولا عنه الا بقيد ارتباط بعضها بعض، ولر في أول مرتبة من مراتب الارتباط نقائض تلك وهي الحضرة والكثرة والتفرقة والألوان والحركات والانتقالات، لكن لا يقع الحديث أبنا إلا عنهما معا، وإن كان الكثرة والتعداد.

وأحواتها.

فتأمل كل كلام منطوق به، فأي القسمين غلب عليه فاحكم به فإن كان الكثرة والتعداد وأحواتهاه فاعلم أن المحاطب به هو الصورة والخلق، ولمتصورها وصفها، وإن غلبت الوحدة وأحواتها فالمحاطب بذلك المتصور والحق، فإذا رأيت التعدد والسقل والحركة والولادة فذلك للصورة والخلق، واذا رأيت الوحدة والثبوت، ولم يلد ولم يولده فذلك للحق القايم على كل نفس بما كسبت، فكل شىء هالك للصورة والخلق الا وجهه؛ لأن الأعراض وهي الصور لا تبقى زمانين اصلا، بل تبدل في كل نفس اما بمثل أو ضد أو خلاف" لأنها لناتها فانية.

وإما المسئى بقاء يغاير توارد الأمثال في كل نفس، فيظن أن الثاني عين الأول، وليس كذلك ولا يتبغى ذلك ، لأن القالم به (كل يوم هو في شأن) [الرحمن: 29]، يريد تعالى كل نفس فيرد المثل بعد المثل، ولا يشعر بذلك المحجوب، فيظن أن ذلك الأول باق، وهيهات، لا بقاه إلا لله وحده، والقناء لكل ما سواه بالنات في كل نفس، والصورة الجزئية تبقى بتوالى الأمثال، وليست امثالا صاما فإن مثل الشيء على التمام نفسه فقط فلو لم يكن بين الأول والثاني من التغاير الا آن زمانيهما متغايران لكفى، فكيف وثم تغاير يظهر اثره على التراخي، كالاتقال من طفولة إلى شبوبة الى كهولة الى شيخ، من بلح الى رطب الى قر.

وأثا مطلق الصورة فبقاؤها بعد الخلو عن صورة ما سواه كانت امثالا لها، آو

Page 272