270

Qiraa Fi Kutub Caqaid

قراءة في كتب العقائد

Genres

Responses

فلما عرفوا أنه سيلزمهم هذا ذهبوا إلى وجه في العربية ونسوا أنهم في يوم من الأيام قد قالوا: إننا نرجع لفظ الأيدي واليد إلى يدين فنثبت أن لله يدين حقيقيتين لأن التثنية نص لا يقبل التأويل ولأن العرب لا تطلق التثنية إلا وهي تريد الحقيقة!!.

ثم لما أتوا هنا نسوا أنهم قالوا ذلك وقالوا: إن اليدين هنا قابلة التأويل وليست حقيقة وهي بمعنى أمام!! فأصبحت أصولهم يلعن بعضها بعضا وهذا مصير من لم يحقق وإنما همه أن ينصر المسألة التي بين يديه وتحت يمينه حتى لو كلفه ذلك هدم ألف مسألة له أسسها من قبل ثم لا يستحي من الله ولا من رسوله (صلى الله عليه وسلم) ولا من عباد الله المؤمنين أن يؤسس ما هدمه من أجل أن يهدم هذه المسألة التي كان في بنائها من قبل0 (فتلك مساكنهم خاوية بما ظلموا000).

وعندما أتوا إلى قوله عز وجل (وأنزلنا الحديد000) و(أنزلنا من السماء ماء طهورا) و00 الخ من الآيات قالوا: هذا نزول لأشياء مخلوقة أي أنها نزلت مع الرحمة وبالامتنان بالنعمة00

ولما أتوا إلى أن القرآن غير مخلوق ما كان حجتهم التي يحاجون بها خصومهم إلا أن قالوا: إن الله قد في القرآن إنه (منزل) ولم يقل أنه (مخلوق) وكأن كلمة (أنزل) أصبحت مضادة لكلمة (خلق) في قاموسهم!! وسبق أن قلنا أنه يجب بناء قاموس لغوي جديد نجمع فيه شوارد وكلمات هؤلاء القوم لينشأ لنا معجم لغوي ونستطيع به التخاطب معهم.

أو لم يقولوا قبل قليل أن الإنزال يكون للمخلوق كالماء والحديد والأنعام ثم أصبحت الآن -في مسألة القرآن- صار معناها: عدم الخلق.

وهذا يدل على أن التركيب المعرفي في العقيدة السلفية مهلهل.

Page 276