269

Qiraa Fi Kutub Caqaid

قراءة في كتب العقائد

Genres

Responses

فهم إن أرادوا التأويل أولوا كما فعلوا في القرآن الكريم أنه صفة من صفات الله عز وجل (صفة ذاتية كاليد والسمع والبصر) ثم قرءوا قوله (صلى الله عليه وسلم) (إن القرآن يأتي في صورة شاب شاحب) فقالوا: يمر على ظاهره فيالله!! كيف تتشكل صفة لله ذاتية في صورة شاب!! وكيف يقال الرجل ألف كتابا أنه من صفاته، فالله عز وجل خالق وخلق المخلوق ولا يقال أن المخلوق من صفة الخالق.

كذلك يقال أن الله تكلم بكلام ولا يقال إن مجموع تلك الكلمات التي تكلم بها صفة من صفاته.

فلذلك افتضحوا واتضحوا عندما جبهوا بالحديث الصحيح عن أبي هريرة (رضي الله عنه) (يأتي القرآن يوم القيامة فيقول يا رب00)!!

قالوا: لا هذا ليس القرآن ذلك الشاب الشاحب ولكنه ثواب تلاوة القرآن!!.

وليت شعري: إذا كان القرآن هنا هو الثواب فما تكون الحلية التي حلي بها ذلك الرجل وماذا يكون تاج الكرامة أليست هي الثواب، وهل من المعقول أن الثواب يطلب عنه الله ثوابا آخر؟! وهذا لا يقوله عاقل.

وعندما أتوا إلى قوله عز وجل (وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته).

قيل لهم: فهذه آية من آيات الصفات فأجروها على ظاهرها كما تدعون وكما تقتضيه أصولكم فكاعوا وتزعزعوا عن مواقفهم وقالوا: إن (يدي) هنا بمعنى (أمام) وقد ورد بلغة العرب!!.

وكذلك في قوله عز وجل (وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه00) قالوا: يديه هنا بمعنى أمام!!0

فيا سبحان الله: حين علموا أنه سيلزمهم أنه تكون لرحمة الله يدان حقيقيتان على ظاهرهما وكذلك للقرآن يدان حقيقيتان، فأما الرحمة فإننا لا نستطيع أن نحكم هل لها يدان أم لا لأننا لا نشاهد إلا آثارها.

ولكن القرآن نشاهده فأين يداه؟!

Page 275