Qiladat Nahr
قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر
Publisher
دار المنهاج
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٨ م
Publisher Location
جدة
Genres
أسلم هو وعبيدة بن الحارث بن المطلب وعبد الرحمن بن عوف وأبو سلمة وأبو عبيدة بن الجراح-﵃-قديما في ساعة واحدة قبل دخول رسول الله ﷺ دار الأرقم، وهاجر عثمان إلى الحبشة، ثم رجع إلى مكة، وهاجر هو وأخواه قدامة وعبد الله بنو مظعون إلى المدينة، فنزلوا على عبد الله بن سلمة العجلاني، وآخى رسول الله ﷺ بين عثمان وبين أبي الهيثم بن التّيّهان الأنصاري، وحرم على نفسه الخمر في الجاهلية، وقال: لا أشرب شيئا يذهب عقلي، ويضحك مني من هو أدنى مني، وقال ﷺ: «إن عثمان بن مظعون يحيي سنتي».
وكان من أشد الناس اجتهادا في العبادة، يصوم النهار ويقوم الليل، ويضرب عن النساء، ويتجنب الشهوات.
شهد بدرا، وتوفي في شهر شعبان بعد سنتين ونصف من الهجرة؛ أي: قبل أحد بنحو شهرين، وهو أول من مات بالمدينة من المهاجرين، وأول من دفن بالبقيع، ورثته زوجته أم السائب-وقيل: أم العلاء الأنصارية، وقيل: أم خارجة بن زيد-بهذه الأبيات: [من البسيط]
يا عين جودي بدمع غير ممنون ... على رزيّة عثمان بن مظعون
على امرئ بات في رضوان خالقه ... طوبى له من فقيد الشخص مدفون
طاب البقيع له سكنى وغرقده ... وأشرقت روضه من بعد تفتين (١)
وأورث القلب حزنا لا انقطاع له ... حتى الممات فما يرقى له شوني (٢)
وقالت أم العلاء: رأيت لعثمان بن مظعون عينا تجري، فجئت رسول الله ﷺ، فأخبرته فقال: «ذلك عمله» (٣)، كذا ذكره النووي في «التهذيب» (٤).
وفاته في سنة ثلاث، وذكر اليافعي في «تاريخه» أنه توفي سنة اثنتين (٥)، وكذا ذكر الكاشغري أنه توفي سنة اثنتين (٦)، ﵁.
(١) الفتين: الأرض الحرة السوداء. (٢) الشون: مجرى الدمع إلى العين، والأبيات في «الاستيعاب» (٣/ ٨٨)، و«أسد الغابة» (٣/ ٣٨٧). (٣) أخرجه البخاري (٣٩٢٩)، والنسائي في «الكبرى» (٧٥٨٧)، وأحمد (٦/ ٤٣٦). (٤) انظر «تهذيب الأسماء واللغات» (١/ ٣٢٦). (٥) انظر «مرآة الجنان» (١/ ٥). (٦) انظر «مختصر أسد الغابة» (خ/٢٤٤/أ).
1 / 58