232

Qiladat Nahr

قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر

Publisher

دار المنهاج

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٨ م

Publisher Location

جدة

Genres

المنذر بن عائذ الملقب بالأشج العصري-وإنما سمي الأشجّ؛ لأثر في وجهه-الذي فيه قال ﷺ: «إن فيك لخصلتين يحبّهما الله؛ الحلم والأناة»، فقال: يا رسول الله؛ كانتا فيّ أم حدثتا؟ قال: «بل قديم»، قال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبّهما الله (١). فلما دنوا من المدينة .. قال رسول الله ﷺ لجلسائه: «أتاكم وفد عبد القيس خير أهل المشرق» (٢)، فلما دخلوا عليه ﷺ .. قال: «مرحبا بالقوم-أو بالوفد-غير خزايا ولا ندامى» (٣)، وعبد القيس أول من دان بالدين وأقام شرائعه من الآفاقيين، وأول جمعة أقيمت بعد جمعة المدينة بمسجد عبد القيس بجواثى من البحرين (٤)، وثبتوا على إسلامهم لمّا ارتدت العرب عند موت النبي ﷺ، حتى لم يكن مسجد لله تعالى إلا في ثلاثة مساجد: مسجد مكة، ومسجد المدينة، ومسجد عبد القيس، فقال في ذلك شاعرهم يفتخر فيه: [من البسيط] فالمسجد الثالث الشرقيّ كان لنا ... والمنبران وفصل القول في الخطب أيّام لا منبر للناس تعرفه ... إلا بطيبة والمحجوج ذي الحجب وفي هذه السنة: توفيت زينب بنت رسول الله ﷺ زوجة أبي العاصي بن الربيع، وهي أكبر بناته ﷺ، وبعد وفاة زينب تزوج ﷺ فاطمة بنت الضحاك، ولما نزلت آية التخيير .. اختارت الدنيا، ففارقها ﷺ، فكانت بعد ذلك تلتقط البعر وتقول: أنا الشقية؛ اخترت الدنيا (٥). وفيها: وقع غلاء بالمدينة فقالوا: يا رسول الله؛ سعّر لنا، فقال: «إن الله هو المسعّر القابض الباسط الرازق، وإني لأرجو أن ألقى الله وليس أحد منكم يطالبني بمظلمة في دم ولا مال» (٦).

(١) أخرجه ابن حبان (٧٢٠٣)، وأبو داود (٥١٨٣)، وبنحوه مسلم (١٧)، والترمذي (٢٠١١)، والعصري: نسبة إلى عصر؛ بطن من عبد القيس. انظر «الأنساب» (٤/ ٢٠١). (٢) أخرجه أبو يعلى (٦٨٥٠) والطبراني في «الكبير» (٢٠/ ٣٤٥). (٣) أخرجه البخاري (٥٣)، ومسلم (١٧)، وغيرهما. (٤) أخرجه البخاري (٨٩٢). (٥) تقدم الكلام عليه في ملخص سيرة النبي ﷺ، عند ذكر زوجاته وما ذكره العلامة الأشخر في «شرح البهجة» (١/ ٣٨٦) من بطلانه. (٦) سبق تخريجه في ملخص سيرة النبي ﷺ (١/ ١٣١).

1 / 241