============================================================
وطالبوه وآكثروا عليه وآذؤه واشتكوا إلى ابن شكر فحكمهم فيه، فحدثنى المؤيد ابراهيم بن يوسف الشيبانى قال : سمعت الاسعد يقول : علقت فى المطالبة على باب دارى بمصر على ظهر الطريق فى يوم واحد إحدى عشر مرة، فلما راوا آنتى لا وجه لى قيل لى تحيل ونجم هذا المال عليك فى نجوم، فقلت أما المال فلا وجه له عندى، ولكن إن أطلقت وملكت نفسى استجديت من الناس وسألت من يخافنى ويرجونى، فلعلى أحصل من هذا الوجه، فاما من وجه حاصل فليس لي بعد ما أخذتموه منى درهم واحد . فنجم المال على وأطلقت وبقيت مديدة إلى آن حل بعض يجوم المال على فاختفيت واستترت وقصدت القرافة واخفيت نفسى فى مقبرة الماذرائيين وأقمت بها مدة عام كامل، وضاق الآمر على فهربت قاصدا للشام على اجتهاد من الاستاذ ، فلحقنى فى بعض الطريق فارس مجد فسلم على وسلم إلى مكتوبا ففضضته وإذا هو من الصفى بن شكر يذكر فيه : لا تحسب أن اختفاءك عنى كان بحيث لا أدرى اين آنت ولا آين مكانك ، فاعلم أن آخبارك كانت تأتينى يوما يوما وأنك كنت فى قبور الماذرائيين بالقرافة منذ يوم كذا واننى اجتزت هناك واطلعت فرايتك بعينى، وآنك لما خرجت هار بأ عرفت خبرك ولو أردت ردك لفعلت، ولو علمت أنك قد بقى لك مال أو حال لما تركتك ولم يكن ذنبك عندى مما يبلغ أن أتلف معه نفسك و إنما كان مقصودي أن أدعك :(1) تعيش خائفا فقيرا غريبا مجج(1) فى البلاد ، فلا تظن أنك هربت منى بمكيدة صحت لك على ، فاذهب إلى غير دعة الله. قال : وتركنى القاصد وعاد فبقيت مبهوتا إلى ان وصلت إلى حلب، فحدثنى الصاحب جمال الدين الأ كرم أدام الله علوه لما ورد إلى حلب نزل فى دارى فأقام عندى مدة وذلك فى سنة 04(2)، (1) أى طريدا (2) تقع فى سنة 1207 1208 ميلادية 14
Page 40