269

Qawāʿid fī al-sulūk ilā Allāh taʿālā

قواعد في السلوك الى الله تعالى

Genres

لأنه لا تقوم بحقيقته الجبال الرواسي، بل ولا لبارقة هومنه، وليس هو غيره لأنه منسوب إليه، وهو أثر نوره.

مثال ليتضح هذا الإشكال في الشاهد : نور المصباح الواقع على الجدران هو نور المصباح حقيقة ، لكن يفرق بين النور الواقع على الجدران، وبين النور القائم بجرم النار ذاك نور المصباح بحسب محله، وهذا نوره بحسب ذاته، وبهذا ينحل الإشكال إن شاء الله تعالى، فإن النور الذي على الجدران له وجهان: وجه إلى الجدار، ووجه إلى المصباح، وليس هو عين نوره القائم بذاته، ولا هو غير نوره، فاعلم ذلك.

وإنما أطلت الكلام هاهنا لأن كثيرا من المتعبدة يتحيرون بين الإيمان والذوق، ويرون الذوق مغايرا لنفي الكيفية، والتحقيق أنه ليس بينهما تنافي، والله الموفق.

فليعتمد السالك ما أمكن فيما شرح في هذه القاعدة مستعينا بالله تعالى ، مفوضا إليه، رافعا بهمته إلى أعلى المطالب، عساه أن ينال بعون الله تعالى منها سني المراتب، وبالله المستعان.

والحمد لله وحده، والصلاة والسلام على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

Page 291