Qawāʿid fī al-sulūk ilā Allāh taʿālā
قواعد في السلوك الى الله تعالى
Genres
قاعدة في العثل الأعلى لقول الله سبحانه: (وله المثل الأعلى) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: تبارك اسمك وتعالى جدك.
[بسم الله الرحمن الرحيم] ليعلم السالك أنه: قد يقوم في قلبه عند التوجه شيء يشهده فوق العرش، فلا يستوحش من ذلك، فإنه ربما يقول: هذا الذي أشهده جسم، فإن جميع ما تتخيله يكون جسما أو عرضا يعلم أن حقيقة الله سبحانه وتعالى لا تتكيفه الأوهام، ولا تحويه الأفهام، ولا يدرك بالقلوب ولا الأرواح، لكن قد يقوم عند التوجه للعظمة مثال يكون ذلك المثال واسطه بين من ليس كمثله شيء، وبين من له مثل.
واعلم: أن ذلك المثل الذي يقوم في القلوب عند التوجه والدعاء، له وجهان: وجه يلي العبد، ووجه يلي جهة العظمة، ولا يقال: إنه غير الله، ولا يقال: إنه هو، إنما هو نور بحسب مرآة العبد وخلقيته وضعفه، فلا بد من هذا المثل، فلا يستوحش العبد منه، فإنه لا يعرف الله إلا به، ولا يدعى إلا به، ولا يحب إلا به، ولولاه لم يعرف ولم يعبد، فإنه لا بد أن يقوم لمن ليس كمثله شيء مثل في القلوب يكون حجابا بين العبد وبين حقيقة الذات، إذ لا يمكن شهادة
Page 289