221

Qawaʿid fi al-suluk ila Al-lah taʿala

قواعد في السلوك الى الله تعالى

Genres

ألا يختلج فيه ما يكرهه الله تعالى، فتعمل على طهارته من المكاره أبدا، وكلما انفلت منك ضبطته وأقمته على حكم الله وما يرضاه من العدل، فتراه يستعصي عليك أحيانا، ويغلظ ويجفو أحيانا، وينقاد ويرق أحيانا؛ فإنه سريع التقلب، ولذلك سمي القلب قلبا لكثرة تقلبه، وكان صلى الله عليه وسلم يدعو : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.

فلا تزال تعالجه كذلك مدة حتى تملكه ، فإذا ملكته ضبطته على العدل بين يدي الله عز وجل، وتجعل ذلك هو طريقك ومعاملتك ورابطتك مع الله عز وجل ، لا تعرج عن ذلك إلى غيره، فإن كان قد قسم لك نفوذا فإنه يكون غالبا على هذه المعاملة.

فصل

في ضبط أصناف تقليبات القلب لتضبط بذلك شؤون حقيقتك الباطنة ، فتقوى بذلك إن شاء الله تعالى على رعايته وإصلاحه، عساك تنفذ إلى الحقائق المطلوبة إن شاء الله تعالى.

وينبوع ذلك أصناف، بحسب تنوعه يكون تسفل العبد في الدركات وترقيه إلى أعلى المقامات والدرجات ، فإنما أنت عند الله عز وجل على قدر ما قام بقلبك في الأمر الظاهر من الطاعة والمعصية.

واعلم أن بهذا التقليب يكون نزول العبد إلى الهاوية، وصعوده إلى الجنات العالية ، وها نحن نضبط ما يفتحه الله عز وجل من ذلك.

Page 243