220

Qawaʿid fi al-suluk ila Al-lah taʿala

قواعد في السلوك الى الله تعالى

Genres

فيقف القلب عند مراضيه فلا يتعداه، ومتى تعد شيئا من ذلك تألم باطنه، وأظلم سره، وانطبقت الدنيا عليه قبضا، كما يجري لمن حاضر الملك وجالسه عندما يبدو منه ما يكرهه الملك.

فهذا الأصل من ضرورة السالك ، لا يتم السير إلا به، وهو الطريق الذي يسمونه : طريق التعرف المؤدي إلى المعرفة بالمعروف وبمراده منك، فهنا شيئان؛ معرفة به، ومعرفة بمراده.

الأصل الثاني : الإرادة ، لا يتم السلوك إلا بها، ويفتقر إليها أولا وآخرا ، فبذلك يمكن الوصول إلى الحقائق الباطنة الروحية ، وهي بمثابة الريح للمركب، متى وقفت الريح وقف المركب، وإنما تسير المراكب على قدر ما يطيب لها الريح.

الأصل الثالث: وهو القطب، وعليه المدار، فلا تغفل عنه و لا تلتفت يمينا ولا شمالا، فهو أصل.

إن غفلت عنه أو أهملته تعبت كثيرا، أو طالت عليك الشقة، وإن حفظته يرج لك في حفظه اختصار الطريق، فاعكف عليه، واجمع همك على حسن الاحتيال له مستعينا بالله تعالى ، مفتقرا إليه في تسهيل هذا الأصل؛ فإنه طريقك إلى مولاك بعد تحقيق ما سبق من الأصول.

إن كنت طالبا حضرة القدس والفوز بما فاز به المحبون والواصلون والمكافحون لصريح الحق .

وهو ان تجعل معاملة لك بينك وبين مولاك؛ ألا تعصيه بحقيقتك الباطنة أبدا، فإنك عرفت في الأصل الأول: ما يحبه من باطنك وما يكرهه، فتجعل عملك بعد الفرائض والنوادب: رعاية باطنك

Page 242