وعن عياض بن حمار ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "يقول الله: إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم" ١.
وهذا دليل واضح أن الأصل في الناس أنهم مفطرون على الإسلام، وتوحيد الله ﵎، وأن الشرك والانحراف طارئ فيهم، ودخيل عليهم.
وحفاظًا على سلامة هذه الفطرة، وبقائها على توحيد الله ﷿ ومعرفته بعث الله تعالى أنبياءه ورسله عليهم الصلاة والسلام، وأنزل عليهم كتبه، هداية للناس إلى الصراط المستقيم، الموافق للفطرة التي فطرهم الله عليها، وحماية لهم من الضلال والانحراف عن سبيله القويم، قال جل شأنه: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ ٢.
كما جاء في الحديث عن أبي هريرة ﵁ قال: قال ﷺ: " أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الأولى والآخرة، قالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: الأنبياء أخوة من علات٣ وأمهاتهم شتى، ودينهم واحد فليس بيننا نبي" ٤.