الثالثة (١) .
٢- السمة الثانية: العنعنة ممن يرسل (٢):
تكلم البخاري في سماع بعض الرواة، وقد وصفوا بالإرسال - أي رواية الأسانيد غير المتصلة - وهؤلاء هم:
١- سالم بن أبي الجعد ذكر البخاري بأنه: لا يعرف لسالم سماع من جابان ولا من نبيط (٣) وسالم مشهور بالإرسال فقد قال العلائي: (كثير الإرسال عن كبار الصحابة كعمر وعلي وعائشة وابن مسعود وغيرهم ﵃ (٤) . وقال الحافظ: (كان يرسل كثيرًا) (٥) .
٢- عامر بن شراحيل الشعبي. روى حديثًا عن سمعان بن مشنج عن سمرة بن جندب ﵁، فقال البخاري: (ولا نعلم لسمعان سماعًا من سمرة، ولا للشعبي من سمعان) (٦) .
والشعبي يرسل كثيرًا (٧)؛ فقد بلغ عدد الذين أرسل عنهم ثلاثة عشر راويًا.
٣- مجاهد بن جبر. قال البخاري: (روى عن أم هانيء، ولا أعرف له سماعًا منها) (٨) .
(١) العلل الكبير للترمذي (١/١٤٩) .
(٢) تعريف أهل التقديس (ص١١٨) .
(٣) اشتهر استخدام المرسل فيما يرويه التابعي عن رسول الله ﷺ، ولكن المحدثين وبالأخص القدامى استخدموا لفظ "المرسل" في غير المتصل عمومًا، قال الخطيب البغدادي في الكفاية (ص٣٧): (وأما المرسل فهو ما انقطع إسناده بأن يكون في رواته من لم يسمعه ممن فوقه ...)، وانظر الكفاية (ص٤٢٣)، وللأهمية ينظر جامع التحصيل (ص٣١) فقد ذكر ذلك عن أئمة الحديث.
(٤) التاريخ الكبير (٢/٢٥٧) ولفظ البخاري: (ولا يعرف لجابان سماع من عبد الله بن عمرو ولا لسالم من جابان ونبيط) .
(٥) جامع التحصيل (ص١٧٩) .
(٦) تقريب التهذيب (ص٢٢٦) .
(٧) التاريخ الكبير (٤/٢٠٤) .
(٨) انظر التحصيل (ص٢٠٤)، وتهذيب التهذيب (٥/٦٧-٦٩) .