People of the Interval and Those in Their Status
أهل الفترة ومن في حكمهم
Publisher
مؤسسة علوم القرآن - عجمان،دار ابن كثير
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٠٩ هـ - ١٩٨٨ م
Publisher Location
دمشق - بيروت
Genres
رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٦١) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: ٦١ - ٦٢].
وقال تعالى حكاية عن تكذيب قومه لرسالته، وإنجائه مَن آمن معه، وإغراقه مَن كذّب برسالته ولم يؤمن به: ﴿فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ﴾ [الأعراف: ٦٤].
ثم يأتي بعد نوح ﵇ هود ﵇ لينذر قومه وما لاقاه منهم. ويدعوهم إلى التوحيد بعد أن انحرفوا وأشركوا بالله وعبدوا أصنامًا مِن صنع أيديهم وسمّوها بأسماء مِن عند أنفسهم. قال تعالى: ﴿وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾ [الأعراف: ٦٥].
فبعد أن خاطبهم بكلمة التوحيد، وأنه لا يجوز أن تكون العبادة إلا لله وحده لا شريك له؛ جابهوه بالردِّ الشديد. وهذه سنة الله ﷾، وأنه لابد أن يكون للدعوة إلى الله أعداء يقفون لها بالمرصاد ويتربّصون بها الدوائر ويحاولون إسقاطها وتكذيبها. فاتّهموا هودًا ﵇ بالكذب والسفه. قال تعالى: ﴿قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ [الأعراف: ٦٦].
فرد هود ﵇ على مقالتهم وأخبرهم بأنه رسول رب العالمين، وإنه ليس سفيهًا كما يدّعون -وحاشا لنبي مرسَل مِن عندِ اللهِ أن يكون سفيهًا- وإنما أنا نذير وناصح لكم أبلِّغكم ما أُمرت به من الله ﷿ دون زيادة أو نقص. قال تعالى: ﴿قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٦٧) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ﴾ [الأعراف: ٦٧ - ٦٨].
ولكن قومه استمروا في عنادهم وتكذيبهم للحق الذي جاء به، بل وصل بهم الأمر إلى مطالبته بأن يأتيهم بالذي أنذرهم به.
1 / 38