Omar's Rhetoric
البلاغة العمرية
Publisher
مبرة الآل والأصحاب
Edition Number
الأولى
Publication Year
٢٠١٤ م
Genres
رَأيِهِ، وَذَلَلْتَهُ لِي بِالْإِسْلَامِ»، قَالَ: فَاسْتَقْبَلَ أَبُو سُفْيَانَ الْقِبْلَةَ فَقَالَ: «اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ الَّذِي لَمْ تُمِتْنِي حَتَّى أَدْخَلْتَ قَلْبِي مِنَ الْإِسْلَامِ مَا ذَلَلْتَنِي بِهِ لِعُمَرَ» (١).
[٨١] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ ﵁ -
وقد بلغه أَنَّ رَجُلًا مِنْ جُهَيْنَةَ كَانَ يَشْتَرِي الرَّوَاحِلَ، فَيُغْالِي بِهَا، ثُمَّ يُسْرِعُ السَّيْرَ، فَيَسْبِقُ الْحَاجَّ، فَأَفْلَسَ:
«أَمَّا بَعْدُ، أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّ الأسَيْفِعَ، أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةَ (٢) رَضِيَ مِنْ دِينِهِ وَأَمَانَتِهِ، أَنْ يُقَالَ: سَبَقَ الْحَاجَّ، أَلاَ وَإِنَّهُ دَانَ مُعْرِضًا، فَأَصْبَحَ قَدْ رِينَ بِهِ، فَمَنْ كَانَ لَهُ عَلَيْهِ دَيْنٌ، فَلْيَاتِنَا بِالْغَدَاةِ، نَقْسِمُ مَالَهُ بَيْنَ غرمائه، وَإِيَّاكُمْ وَالدَّيْنَ، فَإِنَّ أَوَّلَهُ هَمٌّ وَآخِرَهُ حَرْبٌ» (٣).
[٨٢] وَمِنْ كَلاَمٍ لَهُ ﵁ -
إلى النعمان بْنِ عَدِيِّ بْن نضلة (٤) ﵁ (والي ميسان) وقد بلغه
_________
(١) رواه الفاكهي في أخبار مكة (٢٠٣١) والبلاذري في أنساب الأشراف: ٥/ ٩ واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (٢٧٩٤).
(٢) أي: استدان معرضًا عن الوفاء، وكان أسيفع يشتري الرواحل، ويسبق الحجاج، فيتغالى بثمن ما اشتراه، فأفلس. (الإصابة: ١/ ٣٤٣).
(٣) رواه مالك في الموطأ (٢٨٤٦) وابن أبي شيبة في المصنف (٢٣٣٦٩) وابن شبة في تاريخ المدينة: ٢/ ٧٦٤ و٧٦٦و٧٦٧ والبلاذري في أنساب الأشراف: ١٠/ ٣٣٠ والطحاوي في شرح مشكل الآثار (٤٢٨٩).
(٤) النعمان بن عديّ بن نضلة العدوي: كَانَ من مهاجرة الحبشة، هاجر إليها هُوَ وأبوه عدي، =
1 / 72